حذرت دراسة جديدة من أن ندرة المياه ستزداد خلال العقود القليلة المقبلة في أكثر من 80% من الأراضي الزراعية في العالم بسبب تغير المناخ.
فقد فحص الباحثون متطلبات المياه الحالية والمستقبلية للزراعة العالمية لتحديد ما إذا كانت مستويات المياه المطلوبة ستكون متاحة بحلول عام 2050.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، نظر فريق الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين في أقصى مستويات المياه الممكنة من مياه الأمطار والري في كل منطقة من الأراضي الزراعية.
مؤشر ندرة المياه
وقاموا بإنشاء مؤشر لقياس ندرة المياه والتنبؤ بها في المصادر الزراعية الرئيسة، بما في ذلك التربة والأمطار والري والأنهار. ووجدوا أن 80% من جميع مناطق الأراضي الزراعية حول العالم لن يكون لديها ما يكفي من المياه بحلول عام 2050.
ففي المئة عام الماضية، نما الطلب على المياه في جميع أنحاء العالم بوتيرة أسرع بمرتين من نمو السكان. وأصبحت ندرة المياه مشكلة متزايدة في مناطق الجفاف التي ضربت مواقع مثل الولايات الغربية للولايات المتحدة، والتي يخدمها حوض نهر كولورادو.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن المسؤولون الأميركيون عما وصفوه بخطوات غير العادية للاحتفاظ بكمية من المياه المخزنة في خزان بحيرة باول، وذلك لمنعه من الانكماش أكثر وسط الجفاف الطويل وتغير المناخ الذي أدى إلى انخفاض مستويات الخزانات في المنطقة إلى مستويات قياسية.
واقترح الباحثون أن "تقنيات الزراعة التي تحافظ على مياه الأمطار في التربة الزراعية يمكن أن تساعد في تخفيف النقص في المناطق القاحلة".
كما حذر الفريق من أن ندرة المياه ستمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الغذائي.
تأثير تغيّر المناخ
وهذه الدراسة هي الأولى التي تطبق مؤشرًا شاملًا للمياه المحتملة في جميع أنحاء العالم وتتوقع ندرة المياه الزرقاء والخضراء العالمية نتيجة لتغير المناخ.
وقد وجد الباحثون أنه في ظل تغير المناخ، ستزداد ندرة المياه الزراعية العالمية سوءًا في ما يصل إلى 84% من الأراضي الزراعية، مع فقدان إمدادات المياه مما يؤدي إلى ندرة في حوالي 60% من تلك الأراضي الزراعية.
ومن المتوقع أن تؤثر التغييرات في المياه الخضراء المتاحة، بسبب تغير أنماط هطول الأمطار والتبخر الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، على حوالي 16% من أراضي المحاصيل العالمية.
وقال الفريق: "إضافة هذا البعد المهم إلى فهمنا لندرة المياه يمكن أن يكون له آثار على إدارة المياه الزراعية".
وضربوا مثالًا شمالي شرق الصين، حيث توقعوا هطول المزيد من الأمطار التي يمكن أن تساعد في التخفيف من ندرة المياه الزراعية في المنطقة.
ومع ذلك، قد يؤدي انخفاض هطول الأمطار في الغرب الأوسط للولايات المتحدة وشمالي غرب الهند إلى الحاجة إلى زيادة الري لدعم الزراعة المكثفة.
ويمكن أن يساعد المؤشر الجديد البلدان على تقييم التهديد وأسباب ندرة المياه الزراعية ووضع إستراتيجيات للحد من تأثير حالات الجفاف في المستقبل.
وقدّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن أكثر من خمسة مليارات شخص سيواجهون صعوبات في الحصول على المياه بحلول عام 2050.