كشفت سلسلة مطاعم روسية صُنفت بديلًا لماكدونالدز عن شعار مشابه جدًا لشعار القوسين الذهبيين الشهير لعملاق الوجبات السريعة الأميركي.
وذكرت تقارير إعلامية أنه تم تسجيل علامة تجارية لشركة "أنكل فانيا" (Uncle Vanya) الأسبوع الماضي لدى السلطات الروسية.
وقالت ماكدونالدز الأسبوع الماضي إنها ستغلق مؤقتًا جميع مطاعمها البالغ عددها نحو 850 في روسيا، وذلك بعد أن واجهت كما بعض العلامات التجارية العالمية ضغوطًا من المستهلكين لمعارضة الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويبدو أن شعار "أنكل فانيا" الجديد مستوحى من الحرف السيريلي "B"، والذي يشير إلى الحرف "V" في اسم Uncle Vanya. وسارع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإشارة إلى تشابهه مع شعار ماكدونالدز.
وبحسب وكالة أنباء إنترفاكس الروسية، قال عمدة موسكو إن السلاسل المحلية يمكن أن تحل محل 250 مطعما من مطاعن ماكدونالدز في العاصمة الروسية في غضون عام.
ورأى أن البدائل ستكون أفضل من العملاق الأميركي لأن 99% من المواد المستخدمة ستكون روسية.
وأفادت الوكالة بأن مجلس المدينة منح 500 مليون روبل (3.6 ملايين جنيه إسترليني) لسلاسل مطاعم الوجبات السريعة المحلية.
وفي الأسبوع الماضي، أخبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين البرلمان أن مطعم "أنكل فانيا" يجب أن يحل محل ماكدونالدز.
Trademark squatting has begun in Russia. On March 12th, a trademark application was filed for the McDonald's logo with the words "Uncle Vanya." The Russian State Duma had earlier suggested that Russia would replace all McDonald's with "Uncle Vanya's." h/t @Oh_89 #McDonalds pic.twitter.com/JlUfkLK67J
— Josh Gerben (@JoshGerben) March 16, 2022
وتوقفت مطاعم ماكدونالدز عن العمل في روسيا بعد أكثر من 30 عامًا من دخولها تلك السوق الذي كان بمثابة رمز للعلاقات الدافئة بين الشرق والغرب في نهاية الحرب الباردة.
وقال كريس كمبزينسكي، الرئيس والمدير التنفيذي لماكدونالدز، في خطاب مفتوح للموظفين: "قيمنا تعني أنه لا يمكننا تجاهل المعاناة الإنسانية التي لا داعي لها والتي تتكشف في أوكرانيا".
وأشارت الشركة إلى أنها ستواصل دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 62 ألفًا في روسيا "الذين ضخوا قلوبهم وأرواحهم في علامتنا التجارية ماكدونالدز". ولفت كيمبزينسكي إلى أنه من المستحيل معرفة متى ستتمكن الشركة من إعادة فتح متاجرها.
انسحاب شركات كبرى
وبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط الماضي، فرضت الحكومات الغربيّة عقوبات اقتصاديّة غير مسبوقة على موسكو، فيما أعلن عدد متزايد من الشركات انسحابه من روسيا أو تعليق أنشطته في البلاد.
فقد أعلنت سلسلة "ستارباكس" للمقاهي الثلاثاء أنها ستغلق مؤقتًا مقاهيها في روسيا وعددها 130 مقهىً. كذلك علقت شركة "كوكا كولا" الأميركية للمشروبات الغازية نشاطها في روسيا، في حين أعلنت منافستها "بيبسيكو" عزمها على تعليق بيع المشروبات في روسيا والاستمرار بالمقابل في بيع الأغذية فيها.
كما قررت أيضًا متاجر الملابس الفاخرة مثل "برادا" و"ديور" و"لويس فويتون" و"غوتشي" و"فندي" إفراغ رفوفها في روسيا، على غرار شركة "إيكيا" السويدية للأثاث وشركتي "أبل" و"مايكروسوفت".
وأعلنت شركات "مايسرك" و"سي أم آ سي جي أم" و"هاباغ لويد" و"أم أس سي" للشحن تعليق عمليات التسليم إلى الموانئ الروسية.
وأصبح قطاع الطيران الروسي مستهدفًا بالكامل. فقد حظر كلّ من الاتحاد الأوروبي وكندا تصدير الطائرات والقطع والمعدّات إلى روسيا. وأعلنت شركتا "بوينغ" و"إيرباص" أنهما توقفتا عن توفير قطع غيار وصيانة للطائرات المسجلة في روسيا.
وأصبح كامل المجال الجوي لدول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مغلقًا أمام الطيران الروسي، ما أجبر شركة الطيران الروسية الحكومية "أيروفلوت" على تعليق العديد من رحلاتها.
كما علقت شركتا الدفع بالبطاقات "فيزا" و"ماستركارد" عملياتهما في روسيا، وأوقفت شركة "باي بال" القابضة للمعاملات المالية عبر الإنترنت خدماتها في البلاد.
تهديدات روسية
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأحد الفائت، بأنّ موسكو التي سَبق لها أن شدّدت لهجتها حيال الشركات الأجنبيّة الراغبة في الانسحاب من روسيا، قد أقدمت على تهديد بعضها بشكل مباشر، وحذّرتها من احتمال توقيف مسؤولين فيها أو مصادرة أصولهم.
ووجّه مدّعون عامّون روس تحذيرات، عبر مكالمات أو رسائل أو زيارات، لشركات من كلّ القطاعات، بما في ذلك كوكا-كولا، وماكدونالدز، وبروكتر إند غامبلز، وآي بي إم، ويام براندز الشركة الأمّ لـ كيه إف سي وبيتزا هات، بحسب ما نقلت الصحيفة الاقتصاديّة عن مصادر مطّلعة على المسألة.
وهدّد هؤلاء خصوصًا بتوقيف المسؤولين الذين ينتقدون الحكومة أو بمصادرة أصولهم، بما في ذلك كلّ ما يتعلّق بالملكيّة الفكريّة.