تتعرض شركات "مكدونالدز" و"كوكا كولا" و"بيبسيكو" وغيرها من شركات الأغذية والمشروبات الغربية الكبرى لضغوط متزايدة للانسحاب من روسيا بعد هجومها على أوكرانيا، وسط دعوات لمقاطعة المستهلكين لهذه العلامات التجارية.
وواجهت بعض الشركات انتقادات بسبب فشلها في التحدث علانية عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، ولاستمرارها في العمل في روسيا، في حين أوقفت مجموعة من الشركات الكبرى الأخرى في مختلف القطاعات الاقتصادية أعمالها في البلاد.
دعوات للمقاطعة
وشارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وسومًا تدعو إلى مقاطعة "ماكدونالدز" و"كوكا كولا" على تويتر منذ عطلة نهاية الأسبوع، في وقت تتابع بعض سلاسل الأطعمة والمشروبات الغربية، بما في ذلك "ستاربكس" و"كنتاكي" و"بيرغر كينغ"، أعمالها في السوق الروسية.
وحثّ الممثل والمخرج الأميركي شون بين الأميركيين عبر تويتر على مقاطعة هذه الشركات لحثّها على وقف عملياتها في روسيا.
Until Coca-Cola, PepsiCo & McDonalds suspend business in Russia, American citizens have a very safe & simple way to stand with Ukraine. Any among us can suspend our purchases of their products & ask our friends to consider doing the same. https://t.co/OGNPJRCjrQ
— Sean Penn (@SeanPenn) March 7, 2022
ووفقًا لموقعها على الإنترنت، كان لدى "ماكدونالدز" 847 فرعًا في روسيا في نهاية العام الماضي، تدير الشركة الغالبية العظمى منها مباشرةً، بالإضافة إلى 108 مطاعم في أوكرانيا.
ويتم تشغيل فروع "ستاربكس" و"كاي أف سي" و"بيتزا هات" من قبل شركات روسية حائزة على الامتياز التجاري.
وأعلنت شركة "كوكا كولا أتش بي سي"، إحدى شركات تعبئة الزجاجات التابعة لشركة "كوكا كولا"، الأسبوع الماضي أنها أوقفت الإنتاج مؤقتًا في مصنعها في العاصمة الأوكرانية كييف وأجلت الموظفين.
كما دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الشركتين متعددتي الجنسية للانسحاب من روسيا. وقال في حديث صحافي: "جميع الشركات الغربية يجب أن تنسحب من روسيا لأسباب إنسانية". وأضاف: "لقد شعرنا بالضيق لسماع بقاء شركات مثل كوكا كولا وماكدونالدز في روسيا وتواصل بيع منتجاتها".
ومع ذلك، قالت كاثلين بروكس، مديرة شركة تحليل الأسواق المالية "مينيرفا أناليسيس": "إنّ أعمال ماكدونالدز وكوكا كولا معقدة للغاية"، الأمر الذي لم يجعل الانسحاب من روسيا أمر سهل. ولفتت في حديث صحافي إلى أن شركة "كوكا كولا" لديها "هيكل معقد ومصانع تعبئة في روسيا".
لكنها اعتبرت أن "مخاطر السمعة يمكن أن تؤثر على أسعار أسهمها بالفعل، لذا قد لا يكون لديهما خيار للمضي قدمًا".
هجرة جماعية
ولا تواجه موسكو العقوبات الغربية المتزايدة فحسب؛ بل هجرة كبرى الشركات العالمية. فقد أعلنت شركتا المحاسبة "بي دبليو سي" و "كاي بي أم جي" انسحابهما من روسيا وحليفتها بيلاروسيا. وقررت شركة "باي بال" القابضة للمعاملات المالية عبر الإنترنت، وقف خدماتها في روسيا مؤخرًا.
كما أعلنت شركات الدفع بالبطاقات "فيزا" و"ماستركارد" و"أميركان إكسبرس" تعليق عملياتها في روسيا.
Come on people! Boycott @McDonalds you can't be so desperate to eat that you would line the pockets of a murderer - are you? Don't be part of the funding that bankrolls this terrible atrocity in #Ukraine. #BoycottMcDonalds NOW!!! https://t.co/Oc3E5vBiON
— Alison Hartland (@FundsmithFan) March 8, 2022
وكانت متاجر "برادا" و"ديور" و"لويس فويتون" و"غوتشي" و"فندي" من بين تلك التي أخلت رفوفها في مراكز التسوق الفاخرة في العاصمة الروسية؛ مع بدء تأثير العقوبات الغربية ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، أغلقت شركة "إيكيا" السويدية للأثاث مؤقتًا جميع المتاجر والمصانع في جميع أنحاء روسيا الأسبوع الماضي، مما أثر على 15000 عامل، بينما أوقفت "فولكس فاغن" الألمانية إنتاج المركبات هناك.
وقبل أيام أعلنت شركة "مايكروسوفت"، في بيان على موقعها على الإنترنت، أنها ستعلق بيع جميع منتجاتها في روسيا وسط مقاطعة تكنولوجية متزايدة للبلاد ردًا على هجومها على أوكرانيا. واتخذت "أبل" خطوة مماثلة، فيما علّقت شركة "ديل" مبيعاتها في البلاد.
كذلك علّقت شركة "نتفليكس" الأميركية مؤقتًا جميع المشاريع وعمليات الاستحواذ المستقبلية في روسيا. وانضمت شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية إلى مجموعة من الشركات الغربية التي أوقفت صادراتها إلى البلاد.
كما علّقت شركتا "بوينغ" و"إيرباص" خدماتهما اللوجستية في روسيا وأوقفتا صادراتهما إليها.