أعلن الجيش الأميركي، يوم أمس الجمعة، أنّه سينقل موقتًا الرصيف العائم الذي بناه قبالة ساحل قطاع غزة، لحمايته من أمواج عاتية يُتوقّع أن تضرب المنطقة.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنّه "بسبب التوقعات بارتفاع أمواج البحر، سيُحرَّك الرصيف الموقت من موقعه الراسي على شاطئ غزة، وسحبه مرة أخرى" إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.
وأوضحت أنّ "نقل الرصيف موقتًا سيمنع حدوث أيّ أضرار هيكلية يمكن أن تنجم بسبب ارتفاع مستوى البحر".
وشدّد البيان على أنّ نقل الرصيف موقتًا "ضروري لضمان استمرار ديمومة الرصيف الموقت في تقديم المساعدات مستقبلا". وأضاف: "سيُعاد تثبيت الرصيف سريعًا على ساحل غزة بعد انقضاء فترة ارتفاع مستوى البحر".
توقف المساعدات
وكان "برنامج الأغذية العالمي" المسؤول عن توصيل المساعدات إلى غزة عبر هذا الرصيف، أعلن الإثنين أنّه سيعلّق عملياته لتقييم الوضع الأمني، ويشكل هذا الإعلان أحدث انتكاسة للرصيف البحري الأميركي، حسب "أسوشيتد برس".
وأنجز الجيش الأميركي بناء هذا الرصيف العائم في منتصف شهر مايو/ أيار، لكنّه ما لبث أن اضطر لنقله في نهاية الشهر نفسه إلى ميناء أسدود لإصلاحه بعد تضرره جراء عاصفة. وبعد إصلاحه، أعيد تثبيته قبالة القطاع الفلسطيني.
شكوك حول دور الرصيف العائم
وتوقفت صحف أجنبية عدة حول الشكوك المحيطة بالرصيف الأميركي العائم واستخدامه في العملية التي نفذتها إسرائيل في النصيرات لاستعادة أربعة محتجزين، فيما سعت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إلى تبديد ما قالت إنها تصورات خاطئة بأن إسرائيل نظمت جزءًا من عمليات "إنقاذ" أسرى في غزة عبر الرصيف العائم.
ونفى الجيش الأميركي التقارير التي تحدّثت عن استخدام الرصيف البحري في العملية التي نفّذتها إسرائيل لاستعادة أسرى في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ما تسبب بمجزرة، معتبرة أنّ أي ادعاء من هذا القبيل غير صحيح، ومشدّدة على أنّ الرصيف المؤقت أنشئ على شاطئ غزة بهدف المساعدة في نقل المساعدات إلى القطاع فقط.
وفي وقت لاحق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عدم جدوى الرصيف الأميركي العائم، مشيرًا إلى عدم فعاليته في التخفيف من الوضع الإنساني الكارثي داخل قطاع، وقال: "لم نلمس أي مساهمة جدية له منذ تدشينه قبل شهر ونصف، للتخفيف من كارثية الواقع الإنساني داخل قطاع غزة، فلم يمر عبره منذ إنشائه سوى عدد محدود جدًا من الشاحنات لا يتجاوز 120 شاحنة".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في مارس/ آذار أنه أمر بإنشاء الرصيف لزيادة إيصال المساعدات، التي تشتد الحاجة إليها في القطاع المحاصر بعد أن دمرته الحرب، فيما تقيّد إسرائيل إيصال المساعدات إلى غزة، ما أدى إلى حرمان سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من المياه النظيفة والغذاء والأدوية والوقود.