ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت مجزرة جديدة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 210 شهداء، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي، فقد ارتفع عدد الشهداء في مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات إلى 210 وأكثر من 400 جريح.
وقال المكتب في بيان: "إن هؤلاء وصلوا إلى مستشفيين اثنين، مستشفى العودة بالنصيرات، ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح".
وجاء سقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى جراء "العملية الإسرائيلية الخاصة" في سوق النصيرات وسط القطاع، والتي قال الاحتلال إنه جرى خلالها استعادة 4 أسرى إسرائيليين كانوا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
مجزرة في سوق النصيرات
وشهد مخيم النصيرات ومناطق متفرقة من المحافظة الوسطى عمليات قصف مدفعي وجوي عنيف بالتزامن مع توغل مفاجئ للآليات العسكرية الإسرائيلية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقًا.
وفي حديث إلى "العربي"، قال تيسير محيسن، المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي استعاد 4 أسرى بإيقاعه عشرات الشهداء والجرحى في مخيم النصيرات.
وأوضح أن التقديرات الأولية للمجزرة الإسرائيلية تشير إلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء والجرحى جراء العدوان على سوق النصيرات.
وقال محيسن لـ"العربي": إنّ "الاحتلال يعمل على إخفاء خسائره في هذه العملية والساعات القادمة ستكشف عن ذلك"، مضيفًا أن "عملية استعادة أسرى الاحتلال جرت وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر المقاومة في مخيم النصيرات".
وإذ أشار إلى أنّ سيارات الإسعاف تواصل نقل الشهداء والجرحى جراء العدوان على مخيم النصيرات، لفت إلى أنّ الجرحى سيواجهون الموت المحتم في حال خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة.
عملية موسعة وسط قطاع غزة
من جهته، أشار مراسل "العربي" من أمام مستشفى شهداء الأقصى عبد الله المقداد إلى أن جيش الاحتلال نفّذ عملية عسكرية موسعة في مخيم النصيرات ومنطقة البريج.
وبحسب المراسل، تفيد معلومات بأن قوة إسرائيلية تسلّلت إلى مخيم النصيرات بالقرب من مسجد الباروك وفي محيط مستشفى العودة. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة في المنطقة التي تعرضت لقصف مكثّف.
وقد استهدف الاحتلال عددًا كبيرًا من المنازل، مما أدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير من الفلسطينيين، حيث عملت سيارات الإسعاف وسيارات المدنيين على نقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى.
ويروي شاهد عيان وصل إلى مستشفى شهداء الأقصى لمراسل "العربي" أنه كان في السوق برفقة صديق له عندما بدأ القصف المدفعي والجوي الكثيف على النصيرات، حيث بدأت المنازل بالسقوط وتناثرت أشلاء الشهداء في الشوارع. وقال: "إن سيارات الإسعاف غير قادرة على نقل الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى".
وأشار الشاهد إلى أنه لم يرَ جنود الاحتلال في الشارع، لكنه شاهد عددًا كبيرًا من الطائرات المروحية التي كانت تقصف المنطقة.
تهديد مستشفى شهداء الأقصى
وقد استهدف الاحتلال منطقة السوق المكتظة في النصيرات في وقت كان عدد كبير من النازحين يحاولون شراء ما توفر من مواد غذائية.
كما لفت مراسل "العربي" إلى ورود اتصال إلى أحد الصحافيين في مستشفى شهداء الأقصى من ضابط في المخابرات الإسرائيلية، وقد أبلغه بضرورة إخلاء المستشفى لأن جيش الاحتلال يعتزم قصف إحدى النقاط في المستشفى، مما أثار حالة من الخوف والهلع.
وقد غادر عدد من النازحين والعاملين والصحافيين، لكن إدارة المستشفى تستمر في العمل واستقبال الجرحى، بحسب المقداد.