أعلن الجيش الأميركي الأربعاء أنه قتل 27 مقاتلًا من حركة الشباب المسلحة في غارة جوية استهدفت إقليم حيران بوسط الصومال، حيث شن الجيش والقوات المتحالفة معه هجومًا على المسلحين الشهر الماضي.
ومنذ سنوات، تشن الولايات المتحدة ضربات جوية في الصومال ضد حركة الشباب التابعة عقائديًا لتنظيم القاعدة.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الأركان الصومالي، أدوى يوسف راغي مقتل 45 من عناصر حركة الشباب الأحد في عمليات أمنية بإقليم هيران في ولاية هيرشبيلى وسط الصومال، وفق ما نقلت وسائل إعلام.
الضربة السادسة هذا العام
والضربة التي وقعت يوم الأحد هي السادسة من نوعها هذا العام، بحسب موقع القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) على الإنترنت.
ويقول سكان إقليم حيران إن إضرام مقاتلي الشباب النيران في المنازل وتدميرهم الآبار وقتلهم المدنيين، إلى جانب مطالبتهم بجمع ضرائب وسط أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا، دفعت السكان المحليين إلى تشكيل جماعات شبه عسكرية للقتال إلى جانب الحكومة.
أكبر عملية هجومية مشتركة
وقالت "أفريكوم" في بيان: "إن مسلحي الحركة، التي تسعى للإطاحة بالحكومة المركزية المدعومة من الغرب وتطبيق تفسير صارم للشريعة الإسلامية، قتلوا في أثناء مهاجمتهم القوات الاتحادية بالقرب من بولوباردي، وهي بلدة تبعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة مقديشو".
وأشارت "أفريكوم" إلى أن الضربات الدفاعية سمحت لقوات الجيش الوطني الصومالي وقوات بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال باستعادة زمام المبادرة ومواصلة عملية تقويض حركة "الشباب" في إقليم حيران بوسط الصومال.
ولفتت إلى أن "هذه العملية هي أكبر عملية هجومية مشتركة بين الصومال وبعثة الاتحاد الأفريقي منذ خمس سنوات".
ولم تعترف بعثة الاتحاد الأفريقي علنًا بأي دور في العملية، التي قال أحد كبار الزعماء المحليين إنها "أسفرت عن الاستيلاء على 10 قرى من حركة الشباب في الأسابيع الأخيرة".
وكانت السلطات الصومالية قد أعلنت السبت الفائت، عن مقتل 30 مسلحًا من تنظيم حركة "الشباب"، خلال مواجهات بولاية هيرشبيلى، وسط البلاد.
دور واشنطن
وتتعاون واشنطن مع السلطات المحلية في العمليات العسكرية على التنظيم. وكان رئيس البلاد حسن شيخ محمود، قد التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، يوم الخميس الفائت، وتباحثا حول سبل تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، وشددا على "التصدي للإرهاب".
وسبق أن اتهم نشطاء حقوقيون الولايات المتحدة بتنفيذ عملياتها في الصومال، الذي يغرق الصومال في حرب أهلية منذ عام 1991، تحت غطاء من السرية الشديدة، مما قد يقوض مساءلة جنودها عن الحوادث التي قد تتسبب في مقتل مدنيين.
ويخوض الصومال حربًا ضد "حركة الشباب" المسلحة التي تأسست مطلع 2004، وتبنت عمليات عديدة أودت بحياة المئات.