شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لمقطع مصور من بودكاست إسرائيلي باللغة الإنكليزية يظهر فيه المذيعان ناور مينينجر وإيتان وينشتاين وهما يناقشان فكرة القضاء على جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة.
وهذه الحادثة تشبه قصة الصحفية فاليري بيميريكي التي أصدرت محكمة رواندية عام 2009 بحقها حكمًا بالسجن مدى الحياة لقيامها بتحريض متطرفين من عرقية "الهوتو" على ذبح أقلية التوتسي أثناء حملة الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994.
دعوات إسرائيلية لارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة
وكانت بيميريكي تقول في بث إحدى الإذاعات: "لا تقتلوا هذه الصراصير -وتقصد التوتسي- بالعيارات النارية، بل قطعوهم إربًا بالسيوف والمناجل".
فهذه العبارة التي كانت ترددها بيميريكي على الهواء تتشابه إلى حد كبير مع ما يردده المذيعان الإسرائيليان في أحد برامج البودكاست في القرن الـ21، وأمام العالم أجمع.
وفي التفاصيل، فقد قال مقدم البرنامج وينشتاين: إذا أعطيتني زرًا لمحو غزة، فلن يكون أي كائن حيًا في غزة، غدًا، سأضغط على هذا الزر في ثانية واحدة، إما نحن أو هم، ويجب أن يكونوا هم".
من جهتها، قالت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية: إن المقدمين ناقشا ما اعتبراه إخفاقات إسرائيل في حربها المستمرة على غزة، حيث قال وينشتاين: إن "الحكومة يجب أن تتوقف عن محاولة الحصول على قبول دولي وفرض السيادة على الضفة الغربية وغزة وضمهما وجعلهما لإسرائيل".
وأضافت الصحيفة بأن وينشتاين قال: إن "خطة الخمسين عامًا التي تتبناها إسرائيل يجب أن تتضمن احتلال لبنان".
وعن برنامج التطعيم ضد شلل الأطفال الذي تقوده الأمم المتحدة، والذي يجري حاليًا في غزة، قال مينينجر: "ليس من الواضح لي لماذا نعطي هذه الإغاثة الإنسانية في حين أن رهائننا لم يروا الصليب الأحمر قط؟.
وكان وزراء إسرائيليون قد شاركوا بالتحريض على إبادة غزة خلال الأشهر الماضية، كان آخرهم وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية ماي غولان التي قالت: "أنا "فخورة بدمار غزة، وبأن كل طفل حتى إلى ما بعد 80 عامًا من الآن سيروي لأحفاده ما فعله اليهود عندما تم قتل أقاربهم".
"النازية لا تزال حية"
إلى ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا، إذ قال الصحفي بن نورتون قال: "إسرائيل مجتمع فاشي تمامًا، يمارس الإبادة الجماعية. يتخيل هؤلاء المذيعون الإسرائيليون المشهورون إبادة كل فلسطيني، ويقولون إن معظم الإسرائيليين يتفقون معهم".
أما جو جالفين، فقد قال: "أتساءل ما الذي قد تفعله شبكة "بالو ألتو" وهي من أكبر الموردين لحكومات الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا وبولندا وإيطاليا وبلجيكا برأي موظفها إيتان وينشتاين بشأن إبادة الشعب الفلسطيني. ربما ينبغي إعادة تقييم هذه العقود إذا فشلت في اتخاذ أي إجراء".
من جهته، كتب ميشيل كينيدي معلقًا على مقطع الفيديو: "النازية لا تزال حية من خلال الصهيونية".
بينما قال الناشط المؤيد للقضية الفلسطينية أوين جونز: "فقط استمع لهذا. علنًا، وبصوت عال وفخور، هوس الإبادة الجماعية. يتم تقديمه من خلال أطول بودكاست باللغة الإنكليزية في إسرائيل. يقصدون ما يقولون. استمع لهم. خذهم على محمل الجد".