الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد أكثر من قرن على اكتشافها.. مفاجآت وأسرار "مومياء الصبي الذهبي"

بعد أكثر من قرن على اكتشافها.. مفاجآت وأسرار "مومياء الصبي الذهبي"

شارك القصة

سلّط برنامج "صباح جديد" الضوء على الاكتشاف الأثري الجديد في منطقة سقارة المصرية (الصورة: وزارة السياحة المصرية)
عام 1916، اكتشف علماء آثار "مومياء" ملفوفة بالكامل بالكتان داخل مقبرة من العصر البطلمي (حوالي 300 قبل الميلاد) بمدينة إدفو بمحافظة أسوان.

بعد أكثر من قرن على اكتشافها، تمكن فريق أبحاث مصري من كشف مفاجآت وأسرار "مومياء الصبي الذهبي" التي بقيت لعقود مجهولة بالنسبة لخبراء التاريخ الفرعوني، حيث تمّ تحديد هويتها، وعمرها، ومكانتها الاجتماعية، وكيفية حفظها.

وعام 1916، اكتشف علماء آثار مومياء ملفوفة بالكامل بالكتان داخل مقبرة من العصر البطلمي (حوالي 300 قبل الميلاد) بمدينة إدفو بمحافظة أسوان.

كانت المومياء ملفوفة بالكامل بالكتان
كانت المومياء ملفوفة بالكامل بالكتان (Frontiers in Medicine)

ولأكثر من قرن من الزمن، كانت المومياء تقبع في المتحف المصري في القاهرة، من دون أن تخضع للدراسة والفحص. إلا أنه في عام 2015، قامت أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة سحر سليم، بالتعاون مع المديرة العامة للمتحف المصري بالتحرير والمدير الأسبق للمتحف، بإجراء فحص بتقنيات الأشعة المقطعية والطباعة ثلاثية الأبعاد للمومياء.

تحنيط متقن

وفي دراسة نُشرت في مجلة "فرونتيرز إن ميديسن" (Frontiers in Medicine)، كشفت سليم أن المومياء تعود إلى صبي توفي عن عمر يناهز 15 عامًا، وأنه جرى تحنيطها بإتقان كبير، حيث استؤصل الدماغ من خلال فتحة الأنف ووضعت الحشوات ومادة الراتنج (resin) داخل تجويف الجمجمة.

تعود المومياء لصبي توفي عن عمر يناهز 15 عامًا
تعود المومياء لصبي توفي عن عمر يناهز 15 عامًا (Frontiers in Medicine)

وأضافت أن المحنّطين حرصوا على الإبقاء على القلب داخل تجويف الصدر، بينما استُخرجت أحشاء الصبي من شقّ صغير أسفل البطن ووضعت الحشوات والراتنج داخل الجسم.

وأكدت أن الصبي كان يتمتّع بأسنان وعظام سليمة، دون أي علامات تدل على أمراض أو أعراض سوء تغذية.

قناع ذهبي وتمائم

وكشفت الأشعة المقطعية الثنائية وثلاثية الأبعاد ما يوجد داخل اللفائف، حيث ترتدي المومياء قناعًا ذهبيًا، وصدرية مصنوعة من الكارتوناج، وصندلًا من النسيج. كما وُجدت حوالي 49 تميمة مرتبة في ثلاث أعمدة بين طيات اللفائف الكتانية وبداخل تجويف المومياء.

كشفت الأشعة المقطعية الثنائية وثلاثية الأبعاد ما يوجد داخل اللفائف
كشفت الأشعة المقطعية الثنائية وثلاثية الأبعاد ما يوجد داخل اللفائف (Frontiers in Medicine)

وأوضحت الدراسة أن المحنطين وضعوا التمائم لحماية الجسم وحيويته في الآخرة.

كما أظهرت الأشعة 21 شكلًا مختلفًا للتمائم الفرعونية مثل: عين حورس، والجعران، وعمود جد، وتميمة الأفق، والمشيمة، وعقدة إيزيس، والريشتان، وغيرها.

كما تبيّن أن 30 تميمة من التمائم المكتشفة داخل المومياء، صُنعت من الذهب، بينما صُنع الباقي من الأحجار أو الفيانس، بالإضافة إلى تميمة من الذهب على شكل لسان وُضعت داخل فم الصبي "ليتمكن من التكلم في العالم الآخر".

وكذلك، عُثر على تميمة على شكل أصبعين أسفل الجذع لحماية فتحة التحنيط، وتميمة أخرى كبيرة من الذهب لرمز "جعران القلب" الفرعوني موجودة بداخل تجويف صدر المومياء.

وذكرت الدراسة أن الاكتشافات تُظهر مدى تقدير قدماء المصريين لأطفالهم.

وتزخر مصر بالاكتشافات الفرعونية، حيث أعلن عالم الآثار المصري زاهي حواس، هذا الأسبوع، عن كشف أثري جديد في منطقة سقارة بمدينة الجيزة المصرية، يضم مجموعة من المقابر وتوابيت ومومياوات.

وأوضح خبير الآثار المصري مجدي شاكر، في حديث سابق إلى "العربي"، أن الكشف الجديد هو امتداد لسلسلة كشوفات حصلت خلال الأسبوع، وهي اكتشاف مدينة سكنية كاملة في الأقصر من العصر اليوناني الروماني، واكتشاف نوع من المقابر في منطقة دراع أبو النجا في غرب الأقصر، وقبلها اكتشاف مهم جدًا لإحدى الملكات وهي زوجة الملك تحتمس الثالث.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close