أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء عن قصفه مقرين عسكريين لحزب الله في بعلبك بعمق لبنان ردًا على إطلاق الحزب لأكثر من 100 صاروخ كاتيوشا نحو الجولان المحتل.
وأفادت مراسلة "العربي" باستشهاد شخص وإصابة اثنين في استهداف غارة إسرائيلية بلدة سرعين بمدينة بعلبك شرقي لبنان، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترًا عن مدينة بعلبك، أبرز معاقل حزب الله في شرق لبنان.
واستهدفت الغارة مبنى عند مدخل بلدة سرعين، ما أدى إلى تدميره بالكامل، وفقًا لما أفادت وكالة "فرانس برس" نقلًا عن مصدر أمني.
وأشارت مراسلة "العربي" إلى أنّ غارة إسرائيلية أخرى استهدفت مبنى سكنيًا في منطقة النبي شيت قرب مدينة بعلبك، موضحة أنّ إسرائيل شنّت خمس غارات في أقلّ من 24 ساعة على بعلبك ومحيطها.
إطلاق أكثر من 100 صاروخ نحو الجولان
وأعلن حزب الله الثلاثاء إطلاق "أكثر من مئة صاروخ" في اتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية، ردًا على قصف الاحتلال مناطق في لبنان أبرزها مدينة بعلبك (شرق)، في سياق التوتر بين الطرفين منذ اندلاع العدوان على غزة.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه قاموا صباح الثلاثاء بقصف "مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من 100 صاروخ كاتيوشا". وتقع هذه المواقع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
ولفت إلى أن هذا الاستهداف يأتي "ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك واستشهاد مواطن" ليل الإثنين.
من جهته، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر منصة إكس: "أغارت طائرات حربية قبل قليل على ثلاث منصات إطلاق القذائف الصاروخيّة التي تم استخدامها صباح اليوم في عمليات الإطلاق نحو منطقة هضبة الجولان".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت في وقت سابق الثلاثاء، رصد إطلاق 100 صاروخ من لبنان على منطقة الجولان.
ووصفت الإذاعة ما جرى بأنه "قصف عنيف"، وقالت: "تم إطلاق ما مجموعه حوالي 100 صاروخ على الجولان هذا الصباح"، مضيفة أنه: "تم إطلاق الصواريخ دون إنذارات، ودون وقوع إصابات أو أضرار".
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أي بعد يوم من العدوان على غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي، وبقيت الضربات محصورة إلى حد كبير في المنطقة الحدودية في البلدين، على الرغم من أن إسرائيل تنفّذ أحيانًا ضربات في العمق اللبناني.
غارات إسرائيلية قرب مدينة بعلبك
وكانت آخر هذه الضربات مساء الإثنين، حين سقط شهيد في غارات جوية إسرائيلية قرب مدينة بعلبك، وفق ما أفاد مصدر أمني.
وقال محافظ بعلبك بشير خضر في منشور على منصة إكس: إن "محافظة بعلبك ـ الهرمل تعرضت لعدد من الغارات الإسرائيلية، استهدفت دورس وطاريا وشْمِسطار".
وهي المرة الثانية منذ بدء التصعيد، توجّه فيها إسرائيل ضربات لهذه المنطقة الواقعة على مسافة نحو 100 كلم من الحدود الجنوبية.
وفي 26 فبراير/ شباط، استهدفت ضربات إسرائيلية بعلبك، ما أسفر عن استشهاد عنصرين في حزب الله، في غارات كانت الأكثر عمقًا في الأراضي اللبنانية منذ أكتوبر.
ومنذ بدء التصعيد بين الطرفين، يعلن حزب الله بشكل يومي استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعمًا لغزة و"إسنادًا لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
نصر الله يلتقي خليل الحية
إلى ذلك، أعلن حزب الله الثلاثاء أن أمينه العام حسن نصرالله استقبل القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية، وبحثا في "التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة".
وجاء في بيان للحزب أن الجانبين "استعرضا كذلك مجريات المفاوضات القائمة من أجل التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
ومن المقرر أن يلقي نصرالله خطابًا متلفزًا الأربعاء.
ويؤكد الحزب أنه لن يوقف هجماته ضد إسرائيل إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.
لكن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت شدّد مؤخرًا على أن أي هدنة في غزة لن تحيد إسرائيل عن هدفها إبعاد حزب الله من جنوب لبنان، محذرًا من أنه إذا تعذّر إيجاد حل دبلوماسي للوضع "فسنفعل ذلك بالقوة"، على حدّ وصفه.