بعد بدء عملية "طوفان الأقصى" ورد طائرات الاحتلال الإسرائيلي عليها بعملية "السيوف الحديدية"، اتجهت أعين القادة في إسرائيل صوب ما يسمونه "الجبهة الشمالية" مع لبنان.
فهناك تتطور الأحداث يومًا بعد يوم، ولا سيما بعد دخول أطراف أخرى على خط المناوشات من بينها "حزب الله"، وسط تحذيرات أميركية وإسرائيلية من دخوله المعركة.
فما أبرز نقاط تلك الجبهة على الحدود الجنوبية اللبنانية؟ وكيف نفهم ما يجري على الأرض؟
مناطق "الخط الأزرق"
تنقسم هذه المنطقة إلى 3 قطاعات موزعة على الحدود والتي تعرف دوليًا بمناطق "الخط الأزرق" جنوب نهر الليطاني تحديدًا.
ومن المفترض أن تكون هذه المنطقة منزوعة السلاح وفق قرار مجلس الأمن 1701 لعام 2006، لكنها تشهد اضطرابات ومناوشات مستمرة.
وهذه القطاعات موزعة كالتالي:
1- القطاع الغربي:
يضم منطقة الناقورة وهي منطقة تتمركز فيها قوات الطوارئ والجيش اللبناني، وتبعد عن الحدود نحو 3 كيلومترات.
2- القطاع الأوسط:
وهو المنطقة الساخنة التي تعد معقل "حزب الله" شعبيًا وعسكريًا، ومن أبرز مناطقها عيتا الشعب التي تبعد عن الحدود 1 كيلومتر فقط.
وتقع في القطاع الأوسط أيضًا منطقة مارون الراس، التي تبعد 1.5 كيلومتر عن الحدود وتطل على مستوطنة "أفيفيم"، ومنطقة بنت جبيل أيضًا شمال مارون الراس، والتي تبعد عن الحدود نحو 4 كيلومترات.
3-القطاع الشرقي:
هذا القطاع هو الأكبر والأقرب إلى الحدود ويضم عدة نقاط إستراتيجية أبرزها منطقة كفركلا، التي تبعد 800 متر فقط عن الحدود.
وتشهد هذه النقطة تحركات شعبية باستمرار بالقرب من سهل مرجعيون، لكونها أقرب نقطة إلى الجدار الفاصل الذي يطل على بلدة المطلة المحتلة.
كما يضم القطاع الشرقي جزءًا من بلدة الغجر المحتلة، وتحديدًا الشطر الشمالي للبلدة الذي يقع ضمن الأراضي اللبنانية في منطقة ماري، والتي كانت وما زالت محط صراع سياسي وعسكري مع إسرائيل.
فقد احتلت القوات الإسرائيلية هذا الجزء بعد حرب يوليو/ تموز 2006، وبنت جدارًا إسمنتيًا لعزل البلدة بالكامل عن لبنان.
وليس بعيدًا عن بلدة الغجر، تقع منطقة مزارع شبعا وهي منطقة لبنانية تحتلها إسرائيل وتشهد اضطرابات هذه الأيام بعد استهداف الطيران الإسرائيلي تمركزات "حزب الله" في المنطقة.
إلى جانب هذه المنطقة الإستراتيجية لـ"حزب الله"، تقع أيضًا منطقة كفرشوبا التي تبعد نحو 2 كيلومتر عن الحدود.
منطلق أعمال "حزب الله"
أما هذه المناطق مجتمعة، فتشكل نقاط تحرك ومنطلقًا لأعمال "حزب الله" العسكرية باتجاه إسرائيل، وفيها نفذ الحزب عدة عمليات سابقة، أبرزها عملية أسر جنديين إسرائيليين عام 2006، والتي تسببت لاحقًا في اندلاع ما عرف بـ"حرب تموز".
كما تنطلق من هذه المنطقة حاليًا، كل الأعمال العسكرية تزامنًا مع معركة "طوفان الأقصى"، إذ استهدفت قوات "حزب الله" أبراجًا ونقاطًا عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا، ومرتفعات كفرشوبا المحتلتين بما يزيد على 30 قذيفة.
وشهدت مناطق على هذه الخريطة خرقًا للقرار 1701 من الجهتين، بعدما نفذ "حزب الله" عمليات في مناطق خاضعة للقرار مثل مارون الراس والضهيرة، بعدما كان يحصر عملياته في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، غير الخاضعتين للقرار، في حين انّ الاختراقات الإسرائيلية للقرار وللسيادة اللبنانية تكاد تكون شبه يومية.