الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد إعلان بدء عمليات برية بخانيونس.. هل وضعت إسرائيل نفسها في مأزق؟

بعد إعلان بدء عمليات برية بخانيونس.. هل وضعت إسرائيل نفسها في مأزق؟

شارك القصة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء العمليات البرية شمال مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء العمليات البرية شمال مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة - غيتي
نشر جيش الاحتلال خريطة تحدد نحو رُبع مدينة خانيونس باللون الأصفر الذي يشير إلى المناطق التي لا بد من إخلائها.

أمر الاحتلال الإسرائيلي السكان بمغادرة مناطق شاسعة من مدينة خانيونس مع مواصلة محاولاته التوغل في جنوب قطاع غزة، وسط عمليات القصف المكثفة على مناطق يزعم بأنها "آمنة".

ونشر جيش الاحتلال صباح اليوم الإثنين خريطة على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي تحدد نحو رُبع مدينة خانيونس باللون الأصفر الذي يشير إلى المناطق التي لا بد من إخلائها. وشملت الخريطة ثلاثة أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، ما يعني مطالبة السكان بالتحرك باتجاه البحر المتوسط ​​والحدود المصرية.

"لا أفق لدى إسرائيل"

وفي هذا السياق، يعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي أمير مخول أن المرحلة الحالية من العدوان على غزة قد تكون هي الأصعب بالنسبة لتقديرات الجيش الإسرائيلي، من حيث التكلفة الميدانية والخسائر في الجيش، لا سيما في حال وصل إلى خانيونس جنوبي القطاع.

والأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء العمليات البرية شمال مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: "إن هناك قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل بالتحرك ومهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس".

في حديث لـ"العربي" من مدينة حيفا، أوضح مخول أنه لا توجد لدى إسرائيل أي أفق اليوم، بل توجد مخططات لتقسيم أو تجزئة غزة إلى أجزاء صغيرة والسعي إلى مهاجمتها بحرًا وبرًا وجوًا، وإلى البحث عن الأسرى الذين هم حسب التقديرات الإسرائيلية موجودون في تلك المنطقة.

ويبيّن مخول أنه في مقابل عمل الجيش فإنّ الأزمة السياسية الداخلية الإسرائيلية تتعمق وتتصاعد بشكل غير مسبوق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث يرى أنّ الأهداف بدأت تتضارب.

ويقول: إنّ هناك نوعًا من عدم الوضوح وعدم الثقة الشعبية أيضًا، لا سيما أن المطلب الشعبي الأساسي الفعال، وهو حراك أهالي الأسرى في غزة، الذي تحول إلى حراك شعبي كبير جدًا وله قوى سياسية تدعمه محليًا وخارجيًا بالذات الموقف الأميركي.

"القضاء على مقومات الحياة في غزة"

ويشير الباحث في الشأن الإسرائيلي إلى أن تل أبيب تطلق تهديدات بأنها ستقضي على حماس مثلما يقول وزير الأمن يوآف غالانت، بينما كان موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "أكثر اعتدالًا"، بحسب مخول.

ويوضح أن موقف الوزير بيني غانتس كان مختلفًا، إذ تحدث عن إدخال السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لافتًا إلى أنه يوجد إجماع قيادي إسرائيلي في هذه المرحلة، لكن هذا الإجماع يكمن في القضاء على مقومات الحياة في غزة، وهذا ما يجري تنفيذه على أرض الواقع.

والأحد، ذكرت صحيفة عبرية أن الخلاف تصاعد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، مشيرة إلى وجود خلافات قديمة بينهما، لكن الحرب عمقتها.

ويقول مخول: إن "هناك أصواتًا بدأت تتحدث عن بداية نهاية هذه الحرب والبحث عن صيغة معقولة وليس عن الصيغ التي بدأت بها في مفهوم حرب الإبادة وحرب الاستقلال وما إلى ذلك"، معتبرًا أن الوضع خطير جدًا، لا سيما وسط اشتعال الجبهتين الشمالية والجنوبية.

ويضيف: "في هذه المرحلة رأينا نتنياهو يعود إلى حكومته الموسعة وإلى حلفائه الطبيعيين من الصهيونية الدينية والحريديم المتدينين، في مسعى إلى توجيه الأنظار إلى الضفة الغربية كي تعبث هناك، وكي تخلق أيضًا أرضية للتهجير".

وفي 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، انتهت الهدنة المؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، خلّف آلاف الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close