انتهت الهدنة ولم يسدل الستار بعد على فصل هو الأصعب في حياة الغزيين منذ 75 عامًا، ولا تزال معاناتهم مستمرة توثقها بعض المقاطع المصورة.
واعتذر الصحافي الفلسطيني معتز عزازية عن مواصلة عمله وهو الذي تولى طـوال 50 يومًا، مسؤولية نقل الصورة الحقيقية لمآسي غزة إلى العالم.
وجاء اعتذاره لأن الظروف في القطاع المحاصر والمدمر، أمست أشد قساوة، وأصبح المشهد أكثر قتامة حسبما يرى.
بدأت مرحلة المحاولة للنجاة
فبعد ساعات من كسر الهدنة، نشر عزايزة على صفحته في إنستغرام منشورًا قال فيه: "انتهت مرحلة المخاطرة لنقل الصورة وبدأت مرحلة المحاولة للنجاة، لقد نقلت بما فيه الكفاية، ويشهد الله أنه كان لوجهه وخدمة وطني، نعيش الآن تحت بداية حصار داخلي. لا يمكننا الخروج سواء باتجاه الشمال أو الجنوب".
وأضاف: "الدبابات الإسرائيلية تحاصر المنطقة الوسطى من الشمال والجنوب، وضعنا مأساوي لأبعد مما تتخيل. تذكر أننا لسنا عبارة عن محتوى للمشاركة، نحن شعب يقتل وقضية نحاول ألا تمحى عن الوجود".
قصف يطال جميع مناطق غزة
في اليوم الثالث من انتهاء الهدنة في قطاع غزة، عادت آلة الحرب الإسرائيلية تقصف جميع مناطق غزة، شمالاً وجنوبًا، بمئات القذائف والصواريخ الفتاكة، مرتكبة مجازر أودت بحياة عشرات المدنيين.
ولم يفارق القصف المتواصل القطاع، ولم يتمكن الأهالي من تعداد الضحايا وإخراجِ الجثامين من تحت الأنقاض في دير البلح وخانيونس وشرقي رفح.
أما حي الشجاعية، فشهد مجزرة مروعة، وفق ما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إذ دمر جيش الاحتلال أكثر من خمسين عمارة سكنية، ومنزلًا فوق رؤوس ساكنيها، وبطبيعة الحال أعداد الشهداء بالعشرات.
أمّا وضعِ المستشفيات فحدّث ولا حرج، فالمستشفى الذي لم يتوقف عن العمل، يطبـق عليه جيش الاحتلال حصارًا لمنعِ إدخال الأدوية والمـعـدات الطبية، بغية إبقاء المنظومة الصحية خارج الخدمة ومنعِ إنقاذ المصابين وبالتالي زيادة أعداد القتلى.
حلم أم حقيقة؟
وانتشر مقطع مصور يختصر معاناة الغزيين تحت القصف والنقص الحاد في الخدمات الصحية الأساسية. ويظهر المقطع الطفلة الفلسطينية مرح، التي أصيبت في القصف الإسرائيلي، تسأل الطبيب الذي يسعفها: "عمي.. أهذا حلم أو حقيقة؟".
وكان التفاعل مع هذا المشهد واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. وكتب محمد عمرو: "للأسف هذه حقيقة. المجرمون موجودون في الحقيقة. التخاذل والتواطؤ أقرب من الحقيقة".
أما الناشطة إيمان حسن، فعلقت وقالت: "المرجو من حكام الدول العربية إرسال حفارات لإنقاذ الناس من تحت الأنقاض. الناس يموتون ببـطء تحت الأنقاض". وكتب حمودي الجزائري قائلًا: "إسرائيل كيان نازي جديد".