وصلت المديرة المالية لشركة "هواوي"، مينغ وانتشون إلى الصين، بعدما كانت خاضعة للإقامة الجبريّة في كندا لمدة ألف يوم، عقب إطلاق سراحها بأمر من قاضية كنديّة، بعد التوصّل لتسوية مع الادعاء الأميركي لإنهاء قضية احتيال مصرفي مرفوعة ضدها.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أنه جرى الإفراج عن كنديين، كانت السلطات الصينية احتجزتهما بعد أيام فقط من احتجاز منغ، وعادا إلى كالجاري (غرب كندا)، اليوم السبت، حيث استقبلهما رئيس الوزراء جاستن ترودو.
وسُمح لمنغ، ابنة رين تشنغفي مؤسس هواوي تكنولوجيز، بالعودة للوطن بعد التوصل لاتفاق، أمس الجمعة، لإنهاء قضية احتيال مصرفي.
وأسفر ذلك عن إلغاء جلسة في محكمة في فانكوفر في نفس اليوم للنظر في طلب الولايات المتحدة تسلمها.
وكانت قضية التسليم التي استمرت لسنوات مصدرًا رئيسيًا للخلاف بين بكين وواشنطن، مع إشارة المسؤولين الصينيين، إلى ضرورة إسقاط القضية للمساعدة في إنهاء الجمود الدبلوماسي.
إفراج متبادل
ورحبت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بعودة منغ إلى "الوطن الأم"، اليوم السبت، ولكن وسائل الإعلام الصينية لزمت الصمت بشأن مايكل كوفريج ومايكل سبافور الكنديين اللذين أفرجت عنهما الصين في خطوة تبادلية على ما يبدو من جانب بكين.
وقال ترودو إنه جرى الإفراج عنهما أيضًا، بعد ساعات قليلة من إطلاق سراح منغ.
وأظهرت لقطات لقناة "سي.تي.في" ترودو يستقبل رجل الأعمال سبافور والدبلوماسي السابق كوفريج، لدى وصولهما إلى مدينة كالجاري، فيما لم يصدر تعليق عن مكتب رئيس الوزراء.
Welcome home, Michael Kovrig and Michael Spavor. You’ve shown incredible strength, resilience, and perseverance. Know that Canadians across the country will continue to be here for you, just as they have been. pic.twitter.com/1UoLbBFGNv
— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) September 25, 2021
وتعرّض في هذه الصفقة الرئيس الأميركي جو بايدن لانتقادات من جانب المعارضين بشدة للصين في واشنطن، والذين يقولون إن إدارته تستسلم للصين وإحدى شركاتها الكبرى التي هي في محور التنافس التكنولوجي العالمي بين البلدين.
وأُلقي القبض على منغ في مطار فانكوفر الدولي، في ديسمبر كانون/الأول 2018، بناء على مذكرة من الولايات المتحدة، ووجهت إليها تهم الاحتيال المصرفي والإلكتروني، على خلفية مزاعم بتضليل إتش.إس.بي.سي بشأن التعاملات التجارية لعملاق معدات الاتصال في إيران.
وبعد جدل قانوني استمر أكثر من عامين سُمح لمنغ أخيرًا بمغادرة كندا، والعودة إلى الصين، أمس الجمعة بعد تأمين الصفقة مع ممثلي الادعاء العام الأميركي.
وقالت المدعية الأميركية بالإنابة نيكول بوكمان إن منغ "تحملت مسؤولية دورها الرئيسي في مواصلة مخطط للاحتيال على مؤسسة مالية عالمية".
ولكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، لفتت إلى أن التهم الموجهة إليها "ملفقة"، من أجل قمع صناعات التكنولوجيا المتطورة في البلاد، حسب تعبيرها.