لا يشبه الإقصاء من بطولة كأس العالم في كرة القدم، أي خسارة أخرى للاعبين الكبار، لا سيما الذين يلعبون في منتخبات كانت مرشحة بقوة لنيل اللقب.
شواهد عديدة وتصريحات، تركت علامات استفهام عريضة في وسائل الإعلام العالمية، كان خلفها نجوم تعتمد عليهم أندية أوروبية كبيرة في منافساتها القارية والمحلية.
ولعل ما دونته زوجة قائد منتخب البرازيل، وقلب دفاع نادي تشيلسي الإنكليزي، تياغو سليفا، كان المثال الأكثر وضوحًا على الحالة النفسية التي يعيشها لاعبي "السيلساو" بعد رحلتهم المونديالية، بدأت قوية جدًا قبل أن تصطدم بخسارة أمام كرواتيا بضربات الترجيح في دور ربع النهائي، حرمت البرازيل من نجمتها السادسة.
زوجة قائد البرازيل، نشرت مقطع فيديو في خاصية الـ"ستوري" على منصة إنستغرام، ظهر خلاله سيلفا وهو يقف وحيدًا على الشرفة، ودونت: "الإقصاء صعب، هو يقضي كل الوقت هكذا، وحيدًا وصامتًا".
زوجة تياغو سيلفا : - الاقصاء صعب ، كل وقته هكذا ، وحيداً و صامت . pic.twitter.com/t0kpqAxU4B
— 🇧🇷 ViVA SPORT 🇧🇷 (@ViVA__SPORT) December 11, 2022
من جانبه، فضل نجم البرازيل نيمار البوح على الصمت، وأعلنها جهارًا على حسابه الخاص في منصة إنستغرام، وقال: "أنا محطم نفسيًا". وأضاف: "سيؤلمني ذلك لمدة طويلة جدًا".
وانفجر نجم باريس سان جيرمان بالبكاء بعد مباراة كرواتيا وسط مواساة من زملائه، وأضاف اللاعب البالغ 30 من العمر: "تركتني الخسارة مشلولاً تمامًا، قبل أن أنفجر بالبكاء لعشر دقائق متواصلة".
"العالم كله ضده"
وترك منشور صديقة النجم الكبير كريستيانو رونالدو، العديد من التأويلات حول وضع قائد البرتغال، لا سيما أن الأخير يمر في واحدة من أسوأ سنوات مسيرته المهنية، فقد فقدت صديقته رضيعها، وانتهى موسمه الثاني مع مانشستر يونايتد بفسخ العقد، بعدما لازم دكة البدلاء، وهو الأمر الذي تكرر معه خلال المونديال.
ونشرت جورجينا رودريغز أمس منشور مواساة لصديقها، كتبت فيه: "إذا كان كريستيانو رونالدو لديه الملايين من المعجبين، فأنا واحدة منهم. ولو كان لديه معجب واحد، فسيكون أنا، وإن لم يعد لديه معجبون، فحينها أكون أنا ميتة، وإذا كان العالم كله ضده، فأنا ضد العالم كله، وفي السراء والضراء، دائمًا أنا معه".
رودريغز كانت قد هاجمت مدرب البرتغال فرناندو سانتوس بشدة، بعد المباراة، وقالت في منشور آخر: "لقد رأى مدربك كيف تغيرت الأمور بعد دخولك، ولكن بعد فوات الأوان، لا يمكن لأحد الاستهانة بأعظم لاعب في العالم، وأقوى سلاح يمتلكه".
وكان رونالدو الذي قالت تقارير إنه سيعلن اعتزاله اللعب دوليًا، قد دون أمس على حسابه في إنستغرام منشورًا قال فيه: "أريدكم جميعًا أن تعرفوا أن الكثير قد قيل، وقد تم التكهن بالكثير، لكن تفانيَّ مع البرتغال لم يتغير أبدًا. كنت دائمًا مناضلًا من أجل هدف الجميع، ولن أدير ظهري أبدًا لزملائي وبلدي".
حلمه بكأس العالم قد يكون انتهى.. #رونالدو يودع #مونديال_قطر بالدموع بعد هزيمة #البرتغال أمام أسود الأطلس#المغرب_البرتغال #مونديال_قطر_2022 pic.twitter.com/2xuPje9JRl
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) December 10, 2022
"هوة مظلمة"
نجم آخر في بلاده، أثار عاصفة من التساؤلات حول تصريحاته بعد الخروج من مونديال قطر 2022، وهو "مهندس الوسط" في منتخب ألمانيا جوشوا كيميتش.
كيميتش الذي بدا أكثر اللاعبين تأثرًا بإقصاء "المانشافت" من الدور الأول، قال حينها: "أخشى أن أقع في هوة مظلمة، فقد انضممت للمنتخب بعد فوزه بلقب كأس العالم 2014، ومنذ ذلك الوقت خرجنا مرتين من الدور الأول بالمونديال، وكان بينهما الإقصاء المبكر من كأس الأمم الأوروبية، هذا يجعلني أعتقد أن هذه الإخفاقات مرتبطة بي". وأضاف: "هذا أسوأ ما حصل في مسيرتي الكروية".
وحركت تصريحات كيميش الصحافة في بلاده، حيث حظي باهتمام بالغ، وبتضامن كبير من كبار اللعبة والإعلاميين رغم الانتقادات التي كان يتعرض لها المنتخب ومن خلفه اتحاد اللعبة.
فكتب رايمند هينكه، واحد من أهم المحررين الرياضيين في صحيفة بيلد سبورت الشهيرة: "لو كان غيرك قد تكلم عن الحفرة، ما كنت سأهتم، لكن أنت؟ فلا".
وأضاف هينكه: "أعتقد أنك تبكي كل ليلة، لكن تذكر رئيس نادي بايرن ميونخ الذي تلعب لصالحه، أولي هونيس، الذي يجسد مثالًا للرجل الذي لا يتوقف أبدًا".