قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إغلاق مقرها الكائن في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، عقب تعرضه لعدة اعتداءات من المستوطنين، كان آخرها إشعال النار في محيطه مساء أمس.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في منشور على منصة إكس إنه "تقرر إغلاق المقر إلى حين اتخاذ السلطات الإسرائيلية إجراءات الأمن المناسبة".
وكان عدد من المستوطنين قد أضرموا النيران عمدًا في محيط مقر الوكالة مساء أمس، وتمكنت طواقم "الأونروا" المتواجدة في المقر من إخماد الحريق ومنع امتداده إلى المباني، فيما لم تقم قوات الاحتلال التي تواجدت في المكان بمنع المستعمرين من إشعال النيران.
وقالت الأونروا في بيان إن الحريق تسبب بأضرار واسعة في المناطق الخارجية، مشيرة إلى أن المقر يضم محطة للوقود وعددًا من المركبات التابعة للوكالة. وأضافت أن المدير بمساعدة موظفين آخرين اضطروا إلى إخماد الحريق بأنفسهم.
دعوات لـ"حرق الأمم المتحدة"
وتابعت أن مجموعات مسلحة من المستوطنين شوهدت خارج مقر الوكالة، وكانت تهتف بـ"حرق الأمم المتحدة"، مؤكدة أن حياة موظفي الأمم المتحدة كانت "في خطر جدي".
وأردفت: "نظرًا لهذا الحادث الفظيع الثاني في أقل من أسبوع، قررنا إغلاق المقر حتى يتم استعادة الأمن بشكل مناسب"، مبينة أنه خلال الأسبوع الماضي رشق مستعمرون الحجارة على موظفي الأمم المتحدة ومباني المقر، وخلال الأشهر الماضية، تعرض موظفو الأمم المتحدة بانتظام للترهيب، وتعرض المقر للتخريب بشكل خطير، فيما هدد مستعمرون، عدة مرات، الموظفين بالسلاح.
وأكدت "الأونروا"، أن من مسؤولية إسرائيل، كقوة احتلال، أن تضمن حماية الموظفين والمرافق التابعة للأمم المتحدة في جميع الأوقات، وفقًا للقانون الدولي.
إدانة ألمانية
وفي المواقف، دانت ألمانيا "تصاعد الاحتجاجات العنيفة" ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، داعية إسرائيل الى حمايتها.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة إكس: "ندين تصاعد المظاهرات العنيفة ضد الأونروا في القدس الشرقية. على إسرائيل ضمان حماية منشآت الأونروا وموظفيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكدت ضرورة أن "تكون الأمم المتحدة قادرة على أداء دورها المهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".
وعلى مدار سنوات طويلة كانت الأونروا هدفًا للاعتداءات الإسرائيلية. وتأسست الوكالة لتقديم المعونة لللاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال نكبة 1948.
ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، دعا مسؤولون إسرائيليون مرارًا إلى إغلاق الوكالة واتهموها بالتواطؤ مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع، وهو اتهام ترفضه الأمم المتحدة بشدة.