أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، أن بعض موظفيها وغيرهم من الأشخاص الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية في غزة تعرضوا لسوء المعاملة لا سيما الضرب المبرح والإجبار على التعري.
وذكرت الأونروا في تقرير أن الموظفين الذين جرى احتجازهم، في بعض الحالات أثناء أداء مهامهم الرسمية "تم احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي وتعرضوا لنفس الظروف وسوء المعاملة مثل المعتقلين الآخرين" والتي قالت إنها تشمل عدة أشكال من الإساءة.
"تهديد بالاغتصاب"
وشدّدت الوكالة على أن الموظفين أفادوا بتعرضهم للضرب والمعاملة الشبيهة بالإيهام بالغرق والتهديد بالاغتصاب والصعق بالكهرباء، وأجبروا على التعري، من بين أشكال أخرى من سوء المعاملة.
وأشارت الأونروا إلى أنها قدمت احتجاجات رسمية إلى السلطات الإسرائيلية بشأن ما تردد عن معاملة موظفي الوكالة أثناء وجودهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية. ولم تتلق الأونروا أي رد على هذه الاحتجاجات حتى الآن.
وسبق أن أكد نادي الأسير الفلسطيني أن إسرائيل ترفض الكشف عن معلومات عن عدد الأشخاص من غزة الذين اعتقلتهم خلال الأشهر الستة الماضية أو أماكن احتجازهم.
ووثقت الأونروا إطلاق السلطات الإسرائيلية سراح 1506 معتقلين من غزة من بينهم 43 طفلًا و84 امرأة عبر معبر كرم أبو سالم حتى الرابع من الشهر الجاري.
"أجبروا على التصرف كالحيوانات"
وذكرت الأونروا أن المعتقلين المفرج عنهم تعرضوا إلى "التحقير والإهانة، مثل إجبارهم على التصرف كالحيوانات أو التبول عليهم، وإجبارهم على سماع موسيقى صاخبة وضوضاء، والحرمان من الماء والطعام والنوم ودورات المياه، والحرمان من الحق في الصلاة والتقييد بالأصفاد لفترات طويلة مما تسببت في جروح مفتوحة وإصابات نتيجة الاحتكاك".
وقالت الأونروا: "تم تهديد المعتقلين بالاحتجاز لفترات طويلة، وإصابة أو قتل أفراد عائلاتهم إذا لم يقدموا المعلومات المطلوبة".
وأضافت: "في معظم حوادث الاعتقال المبلغ عنها، أجبر الجيش الإسرائيلي الذكور، بما في ذلك الأطفال، على خلع ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية. كما وثقت الأونروا مناسبة واحدة على الأقل حيث أُجبر الذكور الذين لجأوا إلى إحدى منشآت الأونروا على خلع ملابسهم تمامًا وتم احتجازهم وهم عراة".
واشنطن تدعو إلى تحقيق
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، حيث أدى القصف لاستشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني، بحسب مسعفين فلسطينيين، ونزوح غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في أزمة إنسانية خطيرة.
في سياق متصل، قالت فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء، إن واشنطن تشعر بقلق عميق إزاء الادعاءات الواردة من "الأونروا" بأن موظفيها وآخرين احتجزتهم القوات الإسرائيلية في غزة تعرضوا لسوء معاملة.
وأضاف باتيل أن واشنطن ستضغط على إسرائيل بشأن ضرورة إجراء تحقيق كامل في الادعاءات المتعلقة بموظفي أونروا بعد أن أورد التقرير تعرضهم للضرب المبرح وإجبارهم على التعري.