الأربعاء 11 Sep / September 2024

بعد الإعلان الروسي.. تنديد واسع بوقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية

بعد الإعلان الروسي.. تنديد واسع بوقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية

شارك القصة

مراسل "العربي" في موسكو ومتابعة للإعلان الروسي بانتهاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية (الصورة: غيتي)
أكد أمين عام الأمم المتحدة أن الإعلان الروسي عن الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية "سيدفع ثمنه الملايين في العالم".

تتوالى الردود الدولية المنددة بإعلان روسيا، اليوم الإثنين، الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، حيث رأى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ الملايين في العالم "سيدفعون ثمن" قرار موسكو.

وصرح غوتيريش للصحافيين: "آسف بشدة لقرار روسيا الاتحادية إنهاء تطبيق مبادرة البحر الأسود، بما يشمل سحب الضمانات الأمنية الروسية للملاحة في شمال غرب البحر الأسود".

وأضاف أن المشاركة في هذا الاتفاق "هي خيار. لكن الناس الذين يواجهون صعوبات في كل مكان والدول النامية لا خيار لديهم".

وشدد على أن "مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع، (فيما) المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة. سيدفعون الثمن"، معتبرًا ان القرار الروسي "يشكل ضربة لمن هم في حاجة في كل أنحاء العالم".

"عمل وحشي"

ونددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة بانسحاب روسيا من الاتفاق، واصفة إياه بأنه "عمل وحشي".

وقالت ليندا توماس-غرينفيلد للصحافيين: "روسيا توجّه ضربة جديدة للأكثر ضعفًا، هذه المرة عبر تعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود. إنه عمل وحشي جديد" بعد أسبوع من استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع تمديد الآلية الرئيسية لإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى في سوريا لتسعة أشهر.

وأضافت: "في وقت تمارس روسيا ألعابًا سياسية، فإن أناسًا فعليين سيعانون. طفل في القرن الإفريقي سيعاني سوء تغذية حادًّا، أمّ لن تمنح رضيعها حليبًا لأن ليس لديها ما يكفيها لإطعام نفسها".

وتابعت: "هناك عواقب للأفعال الروسية. هكذا يكون الوضع حين تقرّر دولة احتجاز الإنسانية رهينة".

بدوره، أكد البيت الأبيض أن تعليق روسيا للاتفاق "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودج في بيان: "نحث حكومة روسيا على التراجع فورًا عن قرارها".

"قرار أناني"

في غضون ذلك، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه "خطوة أنانية"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.

وقالت روسيا إنها أوقفت المشاركة في اتفاق تاريخي توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم.

وكتبت فون دير لاين على تويتر: "أندد بشدة بقرار روسيا إنهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود رغم جهود الأمم المتحدة وتركيا. إنه قرار يتسم بالأنانية. الاتحاد الأوروبي يعمل على ضمان الأمن الغذائي للفئات الأكثر عرضة للخطر في العالم. ستواصل (مبادرة) ممرات التضامن (التي أطلقها) الاتحاد الأوروبي جلب منتجات الأغذية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية".

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن قرار موسكو غير مبرر وهو بمثابة استخدام للغذاء سلاحًا في الصراع مع أوكرانيا.

"مخيب للآمال"

أما الحكومة البريطانية فقد اعتبرت أن الإعلان الروسي "مخيب للآمال" وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك: "من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات"، مضيفًا: "إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم".

وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في يوليو/ تموز 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة تبلغت بقرار الكرملين.

وأوضحت لوكالة "تاس" العامة للأنباء: "أبلغت روسيا رسميا الطرفين التركي والأوكراني فضلًا عن الأمانة العامة للأمم المتحدة بمعارضتها تمديد الاتفاق".

وتهدد موسكو منذ أسابيع بعدم تمديد الاتفاق مشتكية من عوائق أمام تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة ومؤكدة أن الهدف المعلن للاتفاق أي إيصال إمدادات الحبوب إلى الدول الفقيرة لم يتحقق.

إلغاء ضمانات سلامة الملاحة

وعلى الرغم من إعلان الكرملين، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق.

وفي وقت لاحق من إعلان قرارها، قالت روسيا في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة إن انسحابها من اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يعني "إلغاء ضمانات سلامة الملاحة التي أصدرها الجانب الروسي".

وأضافت روسيا في الرسالة التي اطلعت عليها "رويترز" أنها "ستتخذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لإحباط التهديدات التي يشكلها نظام كييف في المنطقة، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات المسلحة ومحاولات الهجوم على أهداف عسكرية ومدنية روسية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات