شهدت مناطق شمال غربي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، تصعيدًا من قبل النظام السوري وروسيا، إذ قام الطيران الروسي بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 7 مدنيين معظمهم من الأطفال، في قصف جوي على قريتي الجديدة واليعقوبية التي يقطنهما مسيحيون في محافظة إدلب.
وأرخى التصعيد الذي شهدته البلاد بظلاله على حياة السكان في المنطقة، فبعد أن عاش المدنيون فترة من الهدوء النسبي، عاد شبح القصف والموت ليخيم على تفاصيل حياتهم ويعطل كثيرًا من مشاريعهم وأحلامهم.
ويقول الطالب الجامعي علي الصوص إن "القصف عاد كما كان سابقًا وأقوى"، مشيرًا إلى زيادة حدة القصف والطيران والغارات اليومية سواء كانت بالمدفعية أو بالصواريخ أو بالطيران، ما أدى إلى حالة من القلق لدى السكان سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية بشكل عام.
ووفقًا لمراسل "العربي"، يأتي هذا التصعيد نتيجة خلافات روسية تركية بشأن الملف السوري، ويعبر عن عدم رضا الجانب الروسي عن نية تركيا تنفيذ عمل عسكري داخل سوريا، في إشارة روسية إلى أن أي عمل عسكري في الشرق ستكون له تبعاته في الشمال الغربي، لتظل حياة السكان رهينة لهذا الصراع.
وفي هذا الإطار، يقول أحد المواطنين إن حالة من الخوف تنتاب سكان المنطقة من موجة نزوح جديدة بعد القصف على منطقة جسر الشاغور والمناطق الأخرى.
وتنبع مخاوف السكان من شن روسيا عملًا عسكريًا على مناطقهم من تجاربهم المريرة السابقة، فالهجوم الروسي على المنطقة عام 2019 خلّف أكثر من مليون نازح ودمر حياة آلاف العائلات.
ويعيش أكثر من 4 ملايين مدني في مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، في ظل تهديد مستمر منذ سنوات وخوف من خسارة بقايا الحياة التي يعيشونها تحت وطأة الموت.