الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

في ذكرى رحيل مي سكاف.. "أيقونة الثورة السورية" التي لم تفقد الأمل

في ذكرى رحيل مي سكاف.. "أيقونة الثورة السورية" التي لم تفقد الأمل

شارك القصة

وثائقي من أرشيف "العربي" بعنوان "صرخة في وجه الرصاص" يعرض نضالات ثلاث شخصيات سورية من بينها "أيقونة الثورة السورية" مَي سكاف (الصورة: غيتي)
كانت آخر كلمات مي سكاف قبل أن تنطفئ في باريس: "لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

لم يرجع جثمان مي سكاف إلى سوريا بعد. دُفنت الفنانة التي عُرفت بـ"أيقونة الثورة السورية" في مقبرة فرنسية عقب وفاتها المفاجئة.

لُفّ نعشها بعلم الثورة السورية، وشق طريقه إلى مقبرة في مدينة دوردان. ومنذ صيف عام 2018، يحتضن التراب الفرنسي رفاة مناضلة سورية ماتت وهي تحلم ببلد ديمقراطي؛ لا تحكمه عائلة واحدة وحزب وحيد.

كان قد بدا أن ملجأ مي سكاف الخارجي مؤقت في حياتها كما في مماتها؛ إذ إنّ الفنانة السورية التي وُصفت بـ"الحرة"، رسمت صورة لما ستغدو عليه سوريا عقب إسقاط النظام.

حينها، أشارت إلى أن فنانين وشعراء وكتّابًا سيخرجون من سوريا وسيتسلمون دفة "الفن الجديد". كما تحدّثت عن سينمائيين وكتّاب سيناريو ومصورين ورسامين ومنشدين جدد سيظهرون.

ومي التي شددت على أنها لا تريد لابنها أن يحكمه حافظ ابن بشار الأسد، كانت آخر كلماتها قبل أن تنطفئ في باريس: "لن أفقد الأمل.. لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

شاركت مي سكاف في المظاهرات التي خرجت تطالب بالحرية للشعب السوري حتى لُقِبت بـ"أيقونة الثورة" - غيتي
شاركت مي سكاف في المظاهرات التي خرجت تطالب بالحرية للشعب السوري حتى لُقِبت بـ"أيقونة الثورة" - غيتي

رحيل مي سكاف

توفيت مي سكاف قبل بلوغها الخمسين في العاصمة الفرنسية باريس. كان يوم الرحيل في 23 يوليو/ تموز 2018. 

ونعتها في حينه صديقتها ديما ونوس بعبارة "رحلت مي وخسرناها مع خساراتنا الموجعة.. لنا ولكم الصبر.. ولن نسامح من كان السبب". وأضافت أنّ مي رحلت في ظروف غامضة، مشيرة إلى انتظار نتائج التحقيق.

بمضي أيام، كتب الفنان السوري المعارض فارس الحلو عن رحيل مي سكاف أنها "فارقتنا إثر نزيف شرياني دماغي حاد، يعود سببه لمرض سابق من دون مداخلات جنائية".

مسيرة فنية حافلة

عرف الجمهور مي سكاف، التي وُلدت في العاصمة السورية دمشق في 13 أبريل/ نيسان 1969، على الشاشات وفي المظاهرات التي خرجت تطالب بالحرية للشعب السوري.

وكانت مسيرة مي الفنية انطلقت من خشبة مسرح دمشق، وشهدت أدوارًا متنوعة بين الشاشتين الكبيرة والصغيرة. وقد تضمّن رصيدها أكثر من 30 عملًا تلفزيونيًا.

إلى ذلك، تعتبر مي سكاف واحدة من الوجوه البارزة بين الممثلين المعارضين للنظام السوري، الذي اعتقلها عدة مرات؛ كانت في إحداها مع مجموعة من المثقفين والفنانين إثر محاولتهم تنظيم مظاهرة احتجاجية للفنانين في يوليو/ تموز 2011.

بعد خروجها من المعتقل غادرت مي سكاف سوريا متوجهة إلى الأردن، ثم إلى باريس حيث كان الرحيل.

أيقونة الثورة السورية

عقب رحيل مي سكاف، قال الصحافي صخر إدريس في مقابلة بثت عبر شاشة "العربي": إن لمي أدوارًا ما زالت مطبوعة في الأذهان، لافتًا إلى تجسيدها الشخصية المتمردة.

وأشار إلى أن مي ثارت على الظلم والقمع وطالبت بأدنى حقوق الإنسان السوري، مذكرًا بمدى فخرها واعتزازها بالتاريخ والحضارة السورية، وهو ما منحها لقب "أيقونة الثورة السورية" عن جدارة.

بدوره، قال الفنان السوري المعارض مازن الناطور في وداع مي سكاف: إنها "إنسانة ثائرة ونبيلة خسرت الكثير على الصعيد الشخصي والفني والمادي، إلا أنها كسبت إرثًا إنسانيًا عظيمًا عبر كلمتها الحرة وصوتها الصادح بصوت الحق".

أما الفنان السوري المعارض عبدالحكيم قطيفان فقال في وداعها: "رحيل مي يندرج ضمن المذبحة الكبيرة لسوريا، لأن قلبها وروحها ووجدانها وعقلها لم يحتملوا كل هذه الخسارات والخذلان العربي والإنساني على المستوى العام".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close