رأى اللواء السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق بريك، أن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري والمعلقين العسكريين الآخرين يقدمون "عرضًا كاذبًا" في ما يتعلق "بالإنجازات" بقطاع غزة.
جاء ذلك في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشر أمس الثلاثاء، وعنونه اللواء: "يفتقر الجيش ومعلقوه إلى بعض التواضع"، أكّد فيه أن تدمير أنفاق "حماس" سيستغرق سنوات عديدة على عكس ما تروج له حكومته.
وشغل بريك المسؤول السابق بالجيش الإسرائيلي، منصب قائد لواء في سلاح المدرعات، وشارك في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 كقائد سرية احتياط.
معلومات كاذبة
في التفاصيل، فقد كتب بريك في مقالته: "من المعلومات التي أتلقاها من القادة والجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة منذ البداية، تظهر الاستنتاجات التالية: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والمعلقون العسكريون في القنوات التلفزيونية يقدمون عرضًا كاذبًا فيما يتعلق بآلاف القتلى والجرحى من حماس، والحرب وجهًا لوجه بين قواتنا وبينهم".
وأكد أن "أعداد القتلى من حماس جراء نيران قواتنا على الأرض أقل بكثير، والحرب في معظمها لا تجري وجهًا لوجه، ومعظم القتلى والجرحى من قواتنا أصيبوا بالمتفجرات ومضادات الدبابات من قبل حماس".
وأمس الثلاثاء، ارتفعت الحصيلة المُعلنة للجنود والضباط الإسرائيليين القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 492، وفق البيانات الرسمية.
تسويق إنجازات وهمية
كذلك، تحدّث اللواء السابق عن أن مقاتلي "حماس" يخرجون من الأنفاق و"يزرعون المتفجرات، ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات على الآليات، ويختفون مرة أخرى في الأنفاق".
وشدّد على أن "لا حل سريعًا لقتال الجيش الإسرائيلي ضد حماس، التي يختبئ مقاتلوها في الغالب بالأنفاق".
وأكد أنه "من الواضح أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والقيادة الأمنية، يسعون جاهدين إلى تصوير الحرب على أنها نصر عظيم قبل أن تتضح الصورة".
وعن المقاطع المصورة التي يواصل الجيش الإسرائيلي بثها لتوثيق ما يعتبرها "إنجازات" في غزة، قال بريك: "إن خلق صور النصر حتى قبل أن نقترب من الهدف الذي طال انتظاره، يمكن أن يكون ضارًا للغاية إذا لم تتحقق أهداف الحرب بالكامل: تدمير قدرات حماس وإطلاق سراح الرهائن، سيكون من الأفضل أن نكون أكثر تواضعًا".
وأردف: "هذا يذكرني بما قاله لنا نفس المراسلين والمعلقين في القنوات التلفزيونية الكبرى، وبجانبهم جنرالات متقاعدون، قبل الضربة التي تلقيناها في غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي، إن الجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في الشرق الأوسط وإن أعداءنا مرتدعون".
معضلة أنفاق "حماس"
من جهة ثانية، أوضح المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق أن "تدمير أنفاق حماس سيستغرق سنوات عديدة، وسيكلف شعب إسرائيل خسائر كثيرة".
كما لفت بريك إلى أنه "حتى الجيش يعترف اليوم بأن هناك مئات الكيلومترات من الأنفاق المتفرعة والعميقة، بعضها مبني على شكل طوابق، مع العديد من مراكز القتال".
وزاد: "لم يجلس خبراؤنا للبحث والتخطيط وإنشاء التدابير المناسبة للقتال تحت الأرض، ولهذا نحاول اليوم أن نرتجل الحلول، لكن لا سبيل لتقديم حلّ فعال".
وتابع: "أخبرني العديد من القادة العسكريين الذين يقاتلون في قطاع غزة أنه سيكون من الصعب للغاية، منع حماس من إعادة بناء قوتها حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بقواعدها".