كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، قصفه لعدة مناطق في قطاع غزة، في حين يستعدّ خلال أسابيع، للانتقال إلى ما أسماها المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة.
وشهدت كل من جباليا ومدينة غزة قصفًا مدفعيًا كثيفًا، حيث تدور اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في جحر الديك، وفي بيت حانون، ومحور الشجاعية الذي يُعدّ من أبرز نقاط المواجهة حيث لم تستطع القوات الإسرائيلية السيطرة على هذا المحور.
بالموازاة مع ذلك، نشر موقع "وور مابار" عبر منصة "إكس" خرائط لتوغّل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وتحديدها لمناطق إخلاء.
ففي الشمال، تُحاول قوات الاحتلال الدخول إلى جباليا من عدة جهات. كما تشير الخريطة إلى منطقة إخلاء في وسط قطاع غزة.
أما في الجنوب، فتُظهر خرائط موقع "وور مابار" محاصرة مدينة خانيونس، وممر إخلاء بمحاذاة الساحل.
ماذا تعني "المرحلة الثالثة"؟
إلى ذلك، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنّ جيش الاحتلال يستعدّ لما قالت إنّها "المرحلة الثالثة للحرب على غزة"، والتي تتضمّن إنهاء العملية البرية وتقليص قوات الاحتلال البرية المتوغّلة داخل القطاع خاصة في الجزء الشمالي منه، إضافة إلى تشكيل منطقة عازلة يُعتقد أنّها ستكون ضمن الحدود بين غزة وغلاف غزة، ناهيك عن تنفيذ هجمات مركّزة على بعض المناطق، وهو ما يُذكّر بالتوصيات الأميركية الأخيرة باقتصار ضربات الاحتلال على عمليات عسكرية محدودة داخل القطاع.
وأشارت هيئة البثّ الإسرائيلية إلى أنّ جيش الاحتلال سيعمل على تقليص قوات الاحتياط العاملة في غزة، كما سيتمّ تسريح الآلاف منها قريبًا.
بدورها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنّ الجيش أصبح بالفعل في خضم الانتشار للمرحلة الثالثة، على عكس ما يُعلنه صنّاع القرار داخل إسرائيل، متحدثة أيضًا عن استعداد مراكز القيادة المختلفة "لتغيير كبير" في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وتبقى واقعية تطبيق هذه المعادلة نقطة استفهام في ضوء استمرار أداء المقاومة في مختلف محاور القتال تحديدًا شمالي القطاع.
وقال عمر عاشور أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية، إنّ المرحلة الثالثة تعني الانتقال من ما يسمّيه جيش الاحتلال بـ"مرحلة التطهير" في شمال القطاع إلى التمسّك بالأرض وإقامة المناطق العازلة يكون التمركز الدفاعي فيها، ثمّ التحوّل مستقبلًا إلى ما يُسمّى بـ "الضربات الجراحية".
وأضاف عاشور في حديث إلى "العربي" من لوسيل، أنّ العمل الاستخباري سيقود الهجوم العسكري الذي سيكون في الغالب من القوات الخاصة الجوية، مع بعض الإسناد بالمشاة المحمولة أو المجنزرة في بعض الحالات.
وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال يهدف إلى تقليص الخسائر البشرية والعسكرية، وتخفيف الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي فيما يتعلّق بتسريح بعض قوات الاحتياط.