حذرت روسيا اليوم الإثنين، من "زعزعة استقرار" سوق الطاقة العالمية، بعد تحديد الغرب سقفًا لسعر نفطها، مشيرة إلى أن هذا الإجراء لن تكون له تداعيات على الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاقتصاد الروسي "يملك كل القدرات اللازمة" لتمويل الهجوم العسكري، مضيفًا أن "تدابير كهذه لن تؤثر" عليه.
وأضاف بيسكوف: "من ناحية أخرى، سيكون لهذه الإجراءات بلا شك تأثير على استقرار سوق الطاقة العالمية... هذه خطوة نحو زعزعة استقرارها"، وتابع أنّ موسكو في طور "التحضير" لخطوات انتقامية.
وقبل أيام معدودة، اتفق الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع وأستراليا على تحديد سقف لسعر النفط الروسي، في إجراء يدخل حيّز التنفيذ ابتداءً من اليوم الإثنين.
بعد اعتراض دول وتحفظ أخرى.. الاتحاد الأوروبي يتفق على فرض سقف سعري لشراء النفط الروسي تقرير: رشدي رضوان#روسيا pic.twitter.com/B7LG8Mfvbi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 3, 2022
والهدف المعلن للعقوبة الجديدة هو تقليص جزء من العائدات الهائلة التي تجنيها موسكو من بيع المحروقات، وبالتالي تقليل قدرتها على تمويل الحرب في أوكرانيا.
ستون دولارًا للبرميل
وتنصّ الآلية المعتمدة على استمرار تسليم النفط الروسي المبيع بسعر 60 دولارًا أو أقل للبرميل. وعلاوة على ذلك، سيُحظر على الشركات الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الكبرى وأستراليا تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري (تجارة، شحن، تأمين...).
وتوفر دول مجموعة السبع خدمات التأمين لـ90% من الشحنات العالمية، كما أنّ الاتحاد الأوروبي لاعب رئيسي في الشحن البحري. ومن هنا، تكمن قدرتها على تعميم سقف سعر النفط على غالبية زبائن روسيا حول العالم.
وكان الكرملين قد حذر من أنه لن يسلّم النفط بعد الآن إلى الدول التي تتبنّى آلية تحديد سقف السعر، في موقف أعاد تأكيده الأحد نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الطاقة ألكسندر نوفاك.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية عنه قوله إن روسيا تعمل "على آليات لمنع استخدام أداة تحديد سقف السعر، مهما كان المستوى المحدّد". ووفق وكالة الأنباء الروسية، قال نوفاك: "مثل هذا التدخل يمكن أن يؤدي فقط إلى مزيد من زعزعة استقرار السوق ونقص موارد الطاقة".
ويتأرجح سعر برميل النفط الخام من جبال الأورال حاليًا بحدود 65 دولارًا، أي أعلى بقليل من 60 دولارًا.
شراء مئة ناقلة نفط
وقال مراسل "العربي" من موسكو، إن دميتري ميدفيدف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، كرّر موقف المسؤولين الروس بشأن العقوبة الجديدة، كما سخر من الأوروبيين متوعدًا إياهم بشتاء قارص، معتبرًا أن هذا القرار سيعود بالضرر عليهم أكثر من أي طرف آخر.
وأشار إلى أن الجانب الروسي يعد بالفعل لإجراءات مرتقبة على ما يبدو ضد الدول التي تتبنى قرار الغرب، بينما يستبعد المراقبون أن تنضم الدول الصديقة لروسيا وهي الصين وتركيا والهند للإجراء الأوروبي، لكنها ستسعى على الأغلب للاستفادة منه وستطالب بخصومات أكبر على النفط الذي تحصل عليه بسعر منخفض جدًا يصل إلى 25 دولارًا للبرميل الواحد.
وتحدث مراسلنا عن وجود أنباء كثيرة في الفترة الأخيرة، تشير إلى استعداد موسكو منذ أشهر لهذه الخطوة، والحديث يدور عن شرائها لنحو مئة ناقلة نفط من أجل تصدير نفطها، نظرًا لأن السقف السعري سيُفرض على الناقلات التي قد تقوم بنقل النفط الروسي بسعر مخالف للسعر الذي وضعه الأوروبيون.
