يعد ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأكثر تفاعلًا داخل تل أبيب، وسط تزايد الضغوط من قبل عائلاتهم على حكومة الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل جديدة.
وتحاول القوات الإسرائيلية المتوغلة في مناطق مختلفة من القطاع تنفيذ عمليات "تحرير" للأسرى، لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، بل أدت إلى مقتلهم في أكثر من حادثة.
ووفقًا لمقال نشره محلل الشؤون الاستخباراتية رونين بيرغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فلا أحد في إسرائيل يريد الاعتراف باستحالة تحرير الأسرى.
ضغوط متزايدة في الشارع الإسرائيلي
وفي هذا السياق، يشير مراسل "العربي" أحمد دراوشة، إلى أنّ ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة هو الأكثر تفاعلًا في إسرائيل، لا سيما منذ توقف عمليات التبادل واستئناف العدوان على القطاع الفلسطيني.
وأوضح المراسل أنّ الاحتلال أراد في بداية عدوانه على غزة التركيز على الاجتياح البري وليس استعادة أسراه من أيدي المقاومة الفلسطينية، وذلك في ضوء ما تداولته وسائل إعلام عبرية بشأن استحالة الذهاب إلى الاجتياح واستعادة الأسرى في آن واحد.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يوآف غالانت كانا يعتقدان بأن الضغط العسكري في غزة عبر الاجتياح البري سيضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى، لكن ما حدث هو العكس، حيث قتل ثلاثة أسرى إسرائيليين أثناء محاولة تحريرهم برصاص الجيش الإسرائيلي.
كما لفت مراسل "العربي" إلى حديث الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم ضمن صفقات التبادل السابقة، الذين أكدوا على حالة الخوف التي كانت تعتريهم في كل مرة شن فيها الاحتلال غارة جوية على قطاع غزة.
وأوضح أن كل هذه الأمور والتفاصيل كانت تزيد ضغط الشارع الإسرائيلية على حكومة نتنياهو للتوجه إلى عقد صفقة تبادل أسرى جديدة مع المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى التظاهرة الاحتجاجية التي شهدتها تل أبيب وحيفا، وهي الأكبر خلال الأسابيع الماضية والتي تصب في هذا الاتجاه.
وكانت عائلات إسرائيليين قتلوا داخل منزل بنيران دبابة جيش الاحتلال، طالبوا رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بإجراء "تحقيق شامل وشفاف" في قرار إطلاق النار الذي أدى لمقتل أبنائهم.
ونشرت قناة "12" العبرية لقطات تظهر دبابة تابعة للجيش تطلق النار باتجاه المنزل، حيث كان يتواجد مقاتلو حماس برفقة محتجزين إسرائيليين.