تسود خشية لدى الاحتلال الإسرائيلي من الجلسة المرتقبة لمحكمة العدل الدولية يوم الخميس المقبل، للنظر في جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها تل أبيب في قطاع غزة.
وستعقد الجلسة للنظر في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل من أجل إجبارها أولًا على وقف حربها على غزة ولاحقًا من أجل إدانتها بارتكابها إبادة شعب في القطاع.
حذف تصريحات لمسؤولين إسرائيليين
وأفاد مراسل "العربي" من تل أبيب أحمد دراوشة بأن الإسرائيليين ذهلوا مما ورد في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا خصوصًا أنها جاءت شاملة بدرجة كبيرة للغاية.
وقد أخذت هذه الدعوى تصريحات مسؤولين إسرائيليين بداية من الرئيس إسحاق هرتسوغ مرورًا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت ومختلف الوزراء في الحكومة. ومن هؤلاء وزير البنية التحتية والطاقة الذي أعلن فرض حصار شامل على القطاع في اليوم الثاني للحرب.
وإضافة إلى ذلك، وفقًا لمراسلنا، فإن تصريحات إسرائيلية أخرى صدرت عن الكنيست ومنها الدعوات إلى قتل أهالي غزة بذريعة أنه لا يوجد مدنيون في القطاع وصولًا حتى إلى لاعبي كرة قدم إسرائيليين كانوا يحرضون على أهالي قطاع غزة.
وأشار المراسل إلى أن الإعلام الإسرائيلي قد بدأ في تناول هذه النقاط بشكل كبير. ويبدو أن الخطة التي ستنتهجها تل أبيب للدفاع عن نفسها أمام المحاكمة ستظهر أولًا في محاولة إزالة تصريحات المسؤولين السابقين الذين لا يملكون حق القرار في قطاع غزة.
الخوف من تبعات قرار المحكمة
ومن هنا ستحاول القول إن تصريحات المسؤولين الحاليين قد فُسرت عن طريق الخطأ وأنهم لم يكونوا يقصدون ما تحدثوا به، وعلى وجه التحديد تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الذي وصف أهالي قطاع غزة بـ"الحيوانات البشرية"، وقال إن إسرائيل فرضت حصارًا شاملًا على القطاع.
وأوضح مراسل "العربي" أن التحدي الأكبر سيبقى في إثبات أن الاحتلال الإسرائيلي قد نفذ على أرض الواقع ما كان يتحدث به المسؤولون الإسرائيليون. ومن الواضح أن هناك تغيرًا في نبرة إسرائيل فيما يتعلق بالقطاع. فالتصريحات التي كانت طوال الوقت تحرض على القطاع خصوصًا على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي وكبار الوزراء تراجعت خلال الأسبوع الأخير بشكل كبير.
وقال مراسلنا إن إسرائيل تخشى كثيرًا من هذا الملف وستبدأ هذا الأسبوع حملة سيقوم بها نتنياهو من خلال الاتصال بقادة عشرات الدول بحسب موقع "والا" الإسرائيلي من أجل إقناعهم بإصدار تصريحات تدعم موقف إسرائيل أمام المحكمة الدولية.
وأضاف أن واحدة من الملفات التي ستستند إليها تل أبيب في المحكمة أن أحدًا من قادة الدول لم يُطلق وصف "إبادة شعب" على ما يحدث في قطاع غزة.
ويربك هذا الملف إسرائيل بشكل كبير جدًا ولو أنها صرحت منذ يومين أنها لن تلتزم بقرار محكمة العدل الدولية في حال قررت إصدار أمر يوقف الحرب على القطاع. لكن تبقى تلك الخشية كبيرة جدًا خصوصًا من الآثار المحتملة، ومنها خشية مسؤولين وضباط وجنود إسرائيليين من السفر إلى الدول الموقعة على ميثاق محكمة العدل الدولية.