أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن معظم المناطق في بلاده تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي، لكنه قال إن الضرر كان سيزداد بدون دفاع جوي "بطولي"، وذلك غداة تعرض أوكرانيا بأكملها لوابل من الصواريخ الروسية.
وفي خطاب مصور مساء أمس الخميس، قال زيلينسكي: إن الدفاعات الجوية في وسط وجنوب وشرق وغرب أوكرانيا "صدت 54 صاروخًا روسيًا و11 طائرة مسيرة خلال واحدة من أكبر الهجمات الجوية الروسية منذ بدء الحرب في فبراير/ شباط.
وأضاف زيلينسكي أن المناطق التي كان فقدان الطاقة فيها واسع النطاق تشمل العاصمة كييف وأوديسا وخيرسون في الجنوب والمناطق المحيطة بها والمنطقة المحيطة بلفيف بالقرب من الحدود الغربية مع بولندا.
وقال: "لكن هذا لا شيء مقارنة بما كان يمكن أن يحدث لولا قواتنا البطولية المضادة للطائرات والدفاع الجوي".
ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا. وأظهرت لقطات عمال الطوارئ وسط حطام منازل سكنية في كييف دمرها انفجار ودخان ناجم عن سقوط صواريخ يتصاعد في السماء. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن أكثر من 120 صاروخًا أطلقت خلال هجوم الخميس.
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع في بيان أن أكثر من 18 مبنى سكنيًا وعشر منشآت أساسية للبنية التحتية دُمرت في الهجمات الأخيرة.
وأدت الضربات الجوية الروسية في الأشهر القليلة الماضية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن الملايين في درجات حرارة شديدة البرودة في كثير من الأحيان.
ساحات المعارك
وحققت القوات المسلحة الأوكرانية الأصغر حجمًا، عددًا من الانتصارات في ساحة المعركة ضد القوات الروسية، لكن زيلينسكي طلب من الدول الغربية على مدار أشهر مساعدة إضافية في الدفاع الجوي.
واستجابة لذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن مساعدات عسكرية إضافية بنحو ملياري دولار، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي يوفر الحماية من الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
كما أعلنت بريطانيا اليوم الجمعة أنها منحت أوكرانيا أكثر من ألف جهاز للكشف عن المعادن، و100 من معدات إبطال مفعول القنابل للمساعدة في تطهير حقول الألغام.
كاميرا التلفزيون العربي ترصد حجم الدمار التي لحق بالمنازل الأوكرانية جراء القصف الروسي على كييف #العربي_اليوم #روسيا #أوكرانيا تقرير: محمد زاوي pic.twitter.com/SpHYykLvp6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 29, 2022
ونفت موسكو مرارًا استهداف المدنيين، لكن أوكرانيا تقول إن قصفها يوميًا يدمر المدن والبلدات ومنشآت الطاقة والبنية التحتية الطبية وغيرها.
وهاجمت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير، في ما وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "عملية عسكرية خاصة" لمواجهة ما تعتبره تهديدات لأمنها.
وشجبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون تصرفات روسيا ووصفوها بأنها استيلاء على الأراضي، على غرار ما كان يحدث في الحقبة الاستعمارية، وفرضت عقوبات في محاولة لتعطيل الحملة.
باخموت وسوليدار
ولا يزال القتال الأشد حدة في بلدتي باخموت وسوليدار على خط المواجهة في الشرق بمقاطعة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق زعمت روسيا أنها ضمتها في سبتمبر/ أيلول. والمناطق الأخرى هي لوغانسك في الشرق ووخيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
ولا تحكم القوات الروسية السيطرة على أي من المناطق الأربع، على الرغم من أن الكرملين قال إنه يحرز تقدمًا في أحد الأهداف الرئيسية المعلنة المتمثلة في "نزع السلاح" في أوكرانيا.
وتبحث روسيا عن نصر ميداني في شرق أوكرانيا، وتحاول الاستيلاء على باخموت منذ شهور.
وقال زيلينسكي مساء الخميس: إن روسيا "لم تتخل عن الفكرة المجنونة للاستيلاء على منطقة دونيتسك".
وصمدت القوات الأوكرانية في دونيتسك، التي تشكل مع لوغانسك منطقة دونباس التي تتحدث الروسية، وهي معقل صناعي استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على جزء منه في عام 2014. وفي العام نفسه، ضمت روسيا أيضًا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.