اعتبرت حكومة طالبان التي تحكم طالبان منذ عامان، اليوم السبت، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد في تصريح مرتجل عدم وجود تهديد لتنظيم القاعدة في أفغانستان.
وكان بايدن بصدد إنهاء مؤتمر صحافي الجمعة بشأن وقف المحكمة العليا الأميركية برنامجه لتخفيف ديون الطلاب، عندما سئل عما إذا كان يعترف بارتكاب أخطاء خلال الانسحاب من أفغانستان عام 2021.
مشاكل في أثناء عمليات الإجلاء الجماعية
وردّ قائلًا: "لا، لا. كل الأدلة تشير إلى ذلك"، وفق ما أورد البيت الأبيض في نسخة مكتوبة لتصريحاته.
وأضاف: "هل تتذكرون ما قلته عن أفغانستان؟ قلت إن القاعدة لن تنشط هناك. قلت إننا سنحصل على مساعدة من طالبان. ماذا يحدث الآن؟ ما الذي يحدث؟ اقرأوا ما تكتبه صحافتكم. كنت على حق".
وكان الدافع وراء السؤال تقرير صدر، أمس الجمعة، ورد فيه أن المسؤولين الأميركيين واجهوا مشاكل أثناء عمليات الإجلاء الجماعية من أفغانستان عام 2021 بسبب الافتقار لقرارات واضحة وغياب إدارة مركزية للأزمة والتصريحات العامة المربكة.
خروج آخر جندي أميركي من #أفغانستان.. التلفزيون العربي يرصد انتشار مقاتلي #طالبان داخل مطار #كابل pic.twitter.com/llOMipMLsE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 31, 2021
وأمر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بإجراء مراجعة بعد مشاهد الفوضى أثناء عمليات الإجلاء من كابل التي سرعان ما سيطر عليها مقاتلو طالبان بعد انتهاء الوجود العسكري الأميركي الذي استمر 20 عامًا.
وعلقت وزارة الخارجية الأفغانية، اليوم السبت، على تصريحات بايدن، مشيرة في بيان بالقول: "نعتبر تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن عدم وجود جماعات مسلحة في أفغانستان إقرارا بالواقع".
وأضافت الوزارة، أن ذلك "يدحض التقرير الأخير لفريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة والذي يزعم وجود ونشاط أكثر من عشرين جماعة مسلحة في أفغانستان".
وجاء في تقرير للأمم المتحدة في مايو/ أيار الفائت، أن هناك مؤشرات الى أن جماعات مثل القاعدة تعيد ترسيخ حضورها في أفغانستان.
وأورد التقرير أن "الصلة بين طالبان وكل من القاعدة وحركة طالبان باكستان لا تزال قوية".
طالبان تنكر وجود القاعدة
وتابع: "يتمتع عدد من الجماعات الإرهابية بقدر أكبر من حرية الحركة في ظل سلطات طالبان القائمة بحكم الأمر الواقع. إنها تستفيد من ذلك بشكل جيد، وخطر الإرهاب يتصاعد في كل من أفغانستان والمنطقة".
وتشدّد سلطات طالبان على أنها لا تسمح لجماعات مسلحة تتآمر ضد دول أخرى باستخدام أراضي أفغانستان، وتنكر وجود القاعدة.
ولم تعترف طالبان بمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة مسيّرة في وسط كابول العام الماضي، وتقول إن التحقيقات فيما حصل مستمرة.
وخلُص تقرير رسمي أميركي إلى أنّ المسؤولين عن عمليّات الإجلاء الجماعيّة من أفغانستان في صيف 2021 واجهوا عراقيل بسبب عدم وجود إدارة مركزيّة للأزمة والغموض الذي اعترى مسألة اتّخاذ القرار والرسائل العلنيّة المُلتبسة التي صدرت عن واشنطن آنذاك.