كشفت شركة طيران أميركية عن خطط لبناء طائرة فضاء قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل يمكنها الإقلاع والهبوط من مدرج.
وتدعي شركة "راديان أيروسبيس" ومقرها في بلفيو بواشنطن، أن طائرتها الفضائية ستغير مفهوم السفر تمامًا في الفضاء وحول العالم. وقد سميت الطائرة "راديان 1" (Radian One)، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وجمعت الشركة 27.5 مليون دولار من التمويل الأولي، وعلى الرغم من عدم الكشف عن ميزانية محددة، يتوقع الخبراء أن تتكلف أكثر من مليار دولار لتطويرها.
وتدعي الشركة أنها لا تركز على سوق السياحة، ولكنها تهدف لإيجاد طريقة لجعل البحث والتصنيع في الفضاء ورصد الأرض أسهل وأرخص.
مميزات الطائرة الفضائية
وقالت "راديان": "إن الطائرة سوف تملأ فجوات الكفاءة والقدرات الموجودة بالصواريخ العمودية التقليدية".
وأضافت: "إن التكوين الشبيه بالطائرة القابل لإعادة الاستخدام بالكامل يتطلب بنية تحتية أقل بكثير من أنظمة الإطلاق العمودية، ويمكن إعادة إنزالها في غضون 48 ساعة".
وسيكون للمركبة "إقلاع مزلقة"، تقلع دون سرعة الصوت مع خزانات وقود دافعة كاملة، مع صعود منخفض الجاذبية من أجل طيران طاقم آمن إلى مدار أرضي منخفض.
وبمجرد الوصول إلى المدار، يمكن أن تتراوح المهام من رحلة واحدة حول الأرض في حوالي 90 دقيقة إلى رحلة كاملة لمدة خمسة أيام.
وعند العودة إلى الأرض بعد الرحلة إلى الفضاء، تسمح لها الأجنحة بالهبوط بسلاسة على أي مدرج يبلغ طوله 10000 قدم.
وأوضحت الشركة أن الطائرة ستكون قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من الوظائف بمجرد وصولها إلى الفضاء، بما في ذلك نقل الأشخاص والبضائع الخفيفة إلى مدار أرضي منخفض.
وقال ريتشارد همفري، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "راديان": "نعتقد أن الوصول إلى الفضاء على نطاق واسع يعني فرصًا غير محدودة للبشرية".
وأضاف: "بمرور الوقت، نعتزم جعل السفر إلى الفضاء بسيطًا ومريحًا مثل السفر بالطائرة".
وتتمثل الفكرة الأساسية من إنشاء هذه الطائرة في تقليل الوقت المستغرق للتحضير للمهمات الفضائية، وخفض تكلفة كل مهمة، للسماح بمزيد من الرحلات إلى مدار أرضي منخفض. فالمركبات التقليدية الموجودة قد تستغرق شهورًا للاستعداد للطيران مرة أخرى.
رحلة إلى تاريخ ولادة الكون
وقد لا تعتبر هذه الخطوة مستحيلة على العلماء، ولا سيما بعد نجاحهم في إطلاق "تلسكوب جيمس ويب" في رحلة إلى تاريخ ولادة الكون، بعد ثلاثة عقود من الانتظار.
ففي صباح 25 ديسمبر/ كانون الأول الفائت أطلق التلسكوب، وهو المرصد الأول لناسا في العقد المقبل، على متن صاروخ أوروبي عملاق من قاعدة إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية.
و"جيمس ويب" هو أقوى تلسكوب على الإطلاق، وسيتمكن من استكشاف أقدم المجرات في الكون وهو ثمرة تعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار.
وقد صُمم ليكون خلفًا للتلسكوب "هابل" ومكملًا له، لكنه سيتمكن من رصد الكون في الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، وبذلك سيتمكن من اختراق الغبار ورؤية العمليات التي أدت لتشكل النجوم والكواكب.
وقد زود التلسكوب بمرآة يمكن أن تمتد إلى ستة أمتار ونصف المتر، الأمر الذي سيسمح للتلسكوب بمراقبة المزيد من التفاصيل.
"جيمس ويب" يبحر في فجر تكوين المجرات
وأشار الأكاديمي وممثل لبنان في الاتحاد الفلكي الدولي، أحمد شعلان إلى أن التلسكوب يحمل اسم المدير الثاني لوكالة ناسا الذي أشرف على برنامج "أبولو" وأوصل الإنسان إلى القمر، إضافة لإشرافه على عشرات المهمات الفضائية.
وقال شعلان في حديث إلى "العربي" من بيروت: "إن أهم ميزة في هذا التلسكوب أنه يرصد الأجسام بالأشعة ما فوق الحمراء بعكس التلسكوبات البصرية".
ولفت إلى أنّه من المتوقع أن يصل هذا التلسكوب إلى مئة مليون سنة بعد الانفجار العظيم، أي فجر تكوين المجرات والنجوم الأولى.