بعد توتر ومنع وتبادل اتهامات.. إسرائيل تشارك في معرض يورونافال الدفاعي
افتتحت في باريس، اليوم الإثنين، الدورة التاسعة والعشرون من معرض الدفاع الأوروبي "يورونافال 2024"، بمشاركة إسرائيلية.
وأبطلت محكمة باريس التجارية الأربعاء الماضي قرارًا للجهات المنظمة لمعرض "يورونافال" المخصص للدفاعات البحرية، كان يقضي بمنع بعض الشركات الإسرائيلية من المشاركة.
وقال مراسل التلفزيون العربي في باريس، شوقي أمين، إن شركتين إسرائيليتين فقط شاركتا في المعرض الذي يستمر حتى السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وأوضح أن المشاركة الإسرائيلية تعتبر "انتصارًا رمزيًا لإسرائيل" وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوصفه رأس السلطات، كان بإمكانه تجاوز قرار محكمة باريس التجارية، ومنع مشاركة الشركات الإسرائيلية، إلا أنه لم يفعل، معتبرًا قرار المنع الأول بمثابة أداة ضغط رمزي على إسرائيل.
وتشارك في المعرض 31 دولة ونحو 500 وفد يمثلون الجيوش في العالم والشركات العاملة في مجال الدفاع.
وكان منظمو "يورونافال" أعلنوا الشهر الماضي أن المعرض لن يستضيف أي أجنحة أو معدات إسرائيلية خلال دورته المقبلة، بطلب من الحكومة الفرنسية.
مشاركة إسرائيلية بعد منع
وأوضح منظمو المعرض أن "الحكومة الفرنسية أبلغت في 15 أكتوبر/ تشرين الأول يورونافال بقرارها بالموافقة على مشاركة وفود إسرائيلية في معرض يورونافال 2024، من دون أجنحة أو عرض للمعدات"، مشيرين إلى "أن القرار يتعلق بسبع شركات إسرائيلية".
وأضاف المصدر نفسه: "التزامًا بقرار الحكومة الفرنسية، سيتم استقبال الشركات والمواطنين الإسرائيليين الراغبين بذلك، في المعرض بناء على الترتيبات الآنفة الذكر".
وجاء القرار الفرنسي بشأن المشاركة الإسرائيلية في ظل تصاعد التوتر بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, مع مواصلة إسرائيل الحرب في غزة وتكثيف غاراتها في لبنان.
غالانت يتهم ماكرون بجلب العار لفرنسا
واتهم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الرئيس الفرنسي بجلب "العار" لبلاده بسبب قرار المنع، وقال إن "قرار التمييز ضد الصناعات الدفاعية الإسرائيلية في فرنسا للمرة الثانية يساعد أعداء إسرائيل أثناء الحرب"، معتبرًا أن فرنسا "تبنّت، وتطبّق باستمرار سياسة عدائية حيال الشعب اليهودي".
كما اتهمه بالرغبة في "فرض حظر على الأسلحة" بعدما سبق للرئيس الفرنسي أن دعا إلى "وقف تصدير الأسلحة" التي تستخدمها إسرائيل في غزة ولبنان.
وبينما حضرت إسرائيل في المعرض، غابت أوكرانيا، وقال المدير العام لمعرض يورونافال هوغ دارجينتري: "عرضنا (على الشركات الأوكرانية) مساحة مجانية، لكن لسوء الحظ، رفضت لأسباب تنظيمية".
المسيّرات نجم يورونافال
وتعتبر المسيّرات المستخدمة بكثافة في النزاعات الدائرة في العالم، نجمة معرض "يورونافال"، مع نماذج مخصصة للقتال وأخرى لمراقبة البحار وأعماقها.
وأدى استخدام المسيّرات خلال النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تغيير طبيعة القتال البحري.
وتبرز أهمية المسيّرات مع ازدياد الحاجة إلى حماية البضائع المنقولة بحرًا، والتي تساوي 90% من تجارة السلع عالميًا، وكذلك حماية شبكة الإنترنت التي يمر 99% منها عبر كابلات في قاع البحار.
وقال الأدميرال إريك شابيرون، مستشار الدفاع في شركة "تاليس" الفرنسية للتكنولوجيا المتقدمة لا سيما في مجال الدفاع، إنه "في ظل ما يحدث في البحر الأسود والبحر الأحمر وجنوب شرق آسيا، تشدّد القوات البحرية التركيز على الوقت الراهن وتسعى إلى تعزيز قدرتها القتالية".
وأشار شابيرون إلى أن مواجهة هجمات الحوثيين اليمنيين والذين يهددون حركة الملاحة في البحر الأحمر تقوم عبر "إطلاق صواريخ فعالة جدًا ومكلفة جدًا على مسيّرات منخفضة التكلفة"، واعتبر أن هذا "النظام ليس مستدامًا".