أنهى منتخب المغرب لكرة القدم مشاركته في كأس العالم قطر 2022، أمس السبت، بإحراز المركز الرابع بعد خسارته أمام نظيره الكرواتي بهدفين مقابل هدف.
وبات المغرب يمتلك أول منتخب عربي وإفريقي يدخل المربع الذهبي للمونديال، فيما ذهب المركز الثالث لمنتخب أوروبي للنسخة 11 تواليًا.
وتعليقًا على ذلك، رأى نجم كرة القدم المغربية السابق عبد الرزاق خيري أنّ منتخب "أسود الأطلس" يمتلك عناصر شابة بإمكانها المحافظة على الإنجاز الأخير الذي تحقق في مونديال قطر.
كأس العالم.. للمغرب ذات يوم
واعتبر خيري، أن المدرب وليد الركراكي أدخل خلال المباراة الأخيرة، لاعبين شبانا بإمكانهم إضافة المزيد إلى المنتخب في المستقبل، لا سيما في الاستحقاقات القادمة ككأس الأمم الإفريقية المقبلة، وتصفيات كأس العالم القادمة، والتي من المتوقع أن يجدد "أسود الأطلس" تأهلهم إلى نهائياتها مع ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة من القارة الإفريقية.
وكان الركراكي قد تطرق يوم أمس عقب اللقاء، إلى رحلة منتخبه المونديالية، معتبرًا أن أثرها سيكون كبيرًا على المغرب، و"سيأتي يوم يحقق فيه المغرب الفوز بكأس العالم".
وأشار إلى أنهم تعلموا الكثير من الدروس من هذه المشاركة، وسيستفيدون منها في المستقبل وسيكون ذلك دعمًا معنويًا للشباب والصغار، ومختلف الأجيال لأن ما تحقق يمثل إلهامًا للكرة الإفريقية والعربية والتي ستعمل أيضًا على أن تظهر بمستوى أفضل في المستقبل.
من ناحيته، أكّد خيري في حديث إلى "العربي"، أن الوقت الآن هو لدراسة التجربة المميزة لمنتخب المغرب، وقراءة النقاط الإيجابية فيها وكذلك السلبية للعمل عليها وتفاديها مستقبلًا، وذلك بهدف تحقيق الأفضل للكرة المغربية والعربية والإفريقية عمومًا.
وأشاد خيري بالجهد الذي قدمه الركراكي، في فترة قصيرة، بعد استلامه المهام من سلفه البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي اعتبره أنه ورغم الخلافات التي شهدتها حقبته، فإنه يبقى له يد في تكوين هذا المنتخب.
وأضاف أن الركراكي جاء بفكر جديد وعقلية مميزة تناسب اللاعبين المحترفين في أوروبا، كونه كذلك مدربًا له باع في التدريب هناك.
المشاركة الإفريقية
بدوره، أشار نجم كرة القدم الجزائرية السابق، رابح ماجر، إلى أن المشاركة الإفريقية في البطولة، ورغم خروج منتخبات القارة السمراء باكرًا، إلى أن منتخبات السنغال وغانا والكاميرون، قدموا مباريات كبيرة جدًا، إضافة إلى فوز المنتخب التونسي على فرنسا التي تلعب اليوم نهائي مونديال قطر 2022.
وقال ماجر في حديث إلى "العربي"، أن وصول المنتخب المغربي للمركز الرابع، إضافة إلى انتصار الكاميرون على البرازيل، والفوز التونسي على "الديوك"، محطات لا يمكن أن تنسى لمنتخبات إفريقيا، وستعطيها زخمًا كبيرًا في المستقبل، وثقة عالية في البطولات الدولية.
فيما اعتبر أن المنتخب الكرواتي أثبت أنه منتخب كبير، وسيكون حاضرًا في السنوات المقبلة، نظرًا للمواهب التي يتمتع بها.
وشدد ماجر على دور اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية ضمن "أسود الأطلس"، معتبرًا أن الاحتراف خارجًا بدأ يؤتي ثماره في المنتخبات الإفريقية والعربية.
وقال إن توجهات المواهب المحلية احترافيًا ستسهم في تعزيز التجربة المميزة في بطولات كأس العالم.
مودريتش باق
من جهة أخرى، أثنى ماجر على الأداء الذي قدمه المنتخب الكرواتي، والذي بات منتخبًا كبيرًا أثبت جدارته بالتواجد بين الكبار، للمرة الثانية تواليًا فاستحق الميدالية البرونزية في مونديال قطر 2022، بعد الوصافة في المونديال الماضي بروسيا 2018.
وكان زلاتكو داليتش مدرب المنتخب الكرواتي قد أكد أن منتخب بلاده قدم مستوى مميزا في مونديال قطر، أوصله نصف النهائي لكن خسر المباراة أمام الأرجنتين بسبب بعض الأمور الفنية.
وأضاف دالتيش في تصريحات بعد المباراة أمس، أن منتخب بلاده أنهى النسخة الماضية 2018 بروسيا في المركز الثاني والآن يبقى بالمربع الذهبي أيضًا ولم يغادر موقعه، وهو الأمر المهم بالنسبة له كمدرب، وبمرور الوقت سيكتسب المنتخب الخبرة اللازمة التي تجعله يحقق النجاح ويتوج بالبطولات، مشيرًا إلى بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024 التي يتطلع للفوز بها لما لها من قيمة في دفع المنتخب لمنصات التتويج.
بدوره، أكد النجم لوكا مودريتش، قائد منتخب كرواتيا أنه يعتزم مواصلة مسيرته الدولية حتى انتهاء دوري الأمم الأوروبية المقبل على الأقل.
وأضاف في تصريح له عقب المباراة: "لن يكون من المنطقي عدم اللعب في دوري الأمم. وبعد ذلك سنرى ما سنفعله. أريد أن أبقى من أجل دوري الأمم".