تشهد الحياة الثقافية في العاصمة العراقية بغداد انتعاشًا أعاد الجمهور لحضور الأنشطة والفعاليات بكثافة خاصة في ظل عودة معرض الكتاب ومعارض الفن التشكيلي والعروض الموسيقية.
ويلفظ العراق عنه رماد الحرب وغبار الفتنة ويفتح بوابة العروض الفنية والثقافية، كما يليق ببلد كان مهدًا للحضارة منذ فجر التاريخ، حيث تدفق الجمهور تواقًا لتغذية روح جائعة للسلام.
وترى مديرة المعرض نور علاء الدين أنّ الناس الآن "مهتمون ومتعطشون للفن ويريدون تطوير أنفسهم فنيًا عبر الاطلاع على الفنون"، مشيرة إلى أن الفن هو المتنفس لهم في ظل الظروف التي يعيشها البلد.
"غنية".. الأم والوطن
ويعد رياض غنية أحد أساتذة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد وله العديد من المعارض الشخصية داخل العراق وخارجه، لكن رسالته اليوم أكثر تأثيرًا من حيث العنوان وموضوع اللوحات.
فقد أطلق الفنان التشكيلي العراقي رياض غنية على المعرض اسم والدته الراحلة "غنية"، ويقول: "غنية هي الأم وهي الوطن وهي الأحداث التي مرت بالعراق".
ويضيف: "غنية عانت كل المراحل التي مر بها العراق من حروب وحصار وجوع وانتكاسات وتغيرات في المجتمع". كما يوضح أنه "لم يجد في عودته إلى العراق غنية ولا الوطن الذي غادره".
للمسرح نصيب
وبعد عقود من الصراع، للمسرح نصيب من هذه النهضة، المسرح الذي يعيد النظر في واقع الحال ويشجع على التغيير.
ويرى مدير مسرح الرشيد علي عباس أن الفارق كبير جدًا بين السابق والآن بخصوص المسرح. ويلفت إلى أنه في السابق كمثال عام 2007 لم تكن الأمور جيدة على المستوى الأمني مثلما هو الحال الآن.
وعندما تلعب الموسيقى يهدأ القلق وتنفتح النفس على الحياة. ويعد نفاد التذاكر دليلًا على أنّ أوان الإنصات قد حان في بغداد. ويقول عازف البيانو أحمد محمود إنّ نفاد التذاكر لحضور عروض موسيقية يدل على أن الناس مهتمة وتريد الموسيقى.
وتشكل عودة معارض الكتب والعروض الفنية والمسرحية والموسيقية دليلًا على عافية يأمل الجميع أن تدوم في بلد أثقلته الجراح.