الأحد 8 Sep / September 2024

بعد طلب واغادوغو.. فرنسا تقرر سحب قواتها من بوركينا فاسو

بعد طلب واغادوغو.. فرنسا تقرر سحب قواتها من بوركينا فاسو

شارك القصة

تقرير حول انقلاب سبتمبر 2022 في بوركينا فاسو (الصورة: غيتي)
نظّمت تظاهرات عدة كانت آخرها الجمعة الماضية، في واغادوغو للمطالبة بانسحاب القوات الفرنسية المنتشرة في هذا البلد الإفريقي.

أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الأربعاء، تلقي باريس طلبًا من المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو هذه الدولة الإفريقية غير الساحلية، لسحب قواتها من البلاد، وستلتزم بالموعد النهائي المحدد بشهر.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة: "تلقينا الثلاثاء، إشعارًا رسميًا من حكومة بوركينا فاسو بفسخ اتفاق 2018 المتعلق بوضع القوات الفرنسية الموجودة في هذا البلد. ووفق بنود الاتفاق، يسري الفسخ بعد شهر واحد من استلام الإخطار الكتابي".

وأضافت: "سنحترم شروط الاتفاق من خلال تنفيذ هذا الطلب".

انتقاد لفرنسا

وتستضيف بوركينا فاسو حاليًا كتيبة يناهز عديدها 400 عنصر من القوات الخاصة الفرنسية، وتحمل اسم "قوة سابر".

ووفق وكالة "فرانس برس" فقد صرح مصدر مطلع، بأن العسكريين سيغادرون البلاد "بحلول نهاية فبراير/ شباط"، وسيتم الانتهاء من إخراج جميع المعدات بحلول "نهاية أبريل/ نيسان".

وأكدت حكومة بوركينا فاسو الإثنين الماضي، أنها طلبت رحيل العسكريين الفرنسيين المتمركزين في البلاد في غضون شهر، لكن باريس ردت بأنها تنتظر توضيحات من الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري.

وتتعرض فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، لانتقادات في بوركينا فاسو منذ عدة أشهر.

والأحد الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ينتظر "توضيحات" من بوركينا فاسو بشأن طلبها المحتمل انسحاب القوات الفرنسية من أراضيها في غضون شهر.

واعتبر ماكرون أن الأنباء التي تنتشر في واغادوغو منذ السبت بشأن طلب انسحاب القوات الفرنسية من بوركينا فاسو في غضون شهر تخلق "ارتباكًا كبيرًا"، مشيرًا إلى أنه بانتظار أن يتمكن الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري "من التعبير".

توتر متزايد

ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طلبت سلطات بوركينا فاسو من باريس استبدال سفيرها لوك هالادي لأسباب أبرزها حديثه عن تدهور الوضع الأمني في البلاد.

وأكد الإثنين المتحدث باسم حكومة بوركينا فاسو جان إيمانويل ويدراوغو أن واغادوغو "تلقت تأكيدات بأن السلطات الفرنسية ستوافق على هذا الطلب هذا الأسبوع". لكن بحسب مصدر دبلوماسي، لم يُحدد مصير السفير بعد وهو ما زال في واغادوغو.

والثلاثاء الماضي، قال الكابتن إبراهيم تراوري، الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو الذي وصل إلى السلطة إثر انقلاب في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، كان الثاني في ثمانية أشهر، أمام طلّاب إن "النضال من أجل السيادة قد بدأ".

وتأتي الأنباء في سياق توتر متزايد بين البلدَين منذ أشهر عدة فيما تحاول موسكو فرض نفوذها عبر مرتزقة "فاغنر" في بلد هشّ بسبب الهجمات المسلحة.

ونظّمت تظاهرات عدة كانت آخرها الجمعة الماضية، في واغادوغو للمطالبة بانسحاب فرنسا.

وقد قُتل 18 مدنيًا على الأقل، بينهم 16 من معاوني الجيش، الخميس الماضي، في هجومَين يعتقد أن جهاديين نفّذوهما في شمال بوركينا فاسو وشمال غربها، بحسب وكالة "فرانس برس".

وتواجه بوركينا فاسو ولا سيما شمال البلاد منذ 2015 هجمات تشنها جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة وتنظيم "الدولة" وتشهد تناميًا، وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط آلاف القتلى وعن نزوح ما لا يقل عن مليوني شخص.

وخطف الأسبوع الماضي نحو ستين أمرأة فضلًا عن أطفال رضع قرب اربيندا في شمال بوركينا فاسو في عملية يشتبه بوقوف جهاديين وراءها.

وبحسب عدة مصادر فرنسية، طمأن المجلس العسكري في بوركينا فاسو فرنسا بأنه لا ينوي الاستعانة بمجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة، لكن الأخيرة أرسلت وفدًا إلى بوركينا فاسو لبحث التعاون معها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close