أعلن محمود العجوري، قائد القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، أن مجموعة تابعة للقوة المشتركة ستبدأ انتشارها خلال الساعات المقبلة في نقاط محددة داخل المخيم.
وكان وقف جديد لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ مساء 14 سبتمبر/ أيلول الجاري في المخيم، حيث قتل 17 شخصًا وأصيب نحو 100 آخرين خلال أسبوع من المواجهات.
وأُعلن وقف لإطلاق النار بعد محادثات منفصلة بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ومسؤولين رفيعي المستوى من حركتي فتح وحماس، أُرسلا إلى لبنان لمحاولة تهدئة الوضع.
وفي السابع من الشهر الجاري، اندلعت اشتباكات بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة في المخيم الواقع على أطراف مدينة صيدا الساحلية، والذي يعدّ الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
انتشار القوة المشتركة في عين الحلوة
وفي تصريح لـ"العربي"، أوضح العجوري أن الاتفاق بين الفصائل والقوى الإسلامية يقضي بانتشار القوة المشتركة في مناطق الصفصاف والبركسات والرأس الأحمر والطيرة في المرحلة الأولى.
وأضاف أنه في حال نجاح الخطوة سيستكمل انتشار القوة المشتركة في مناطق أخرى في المخيم، على أن يرافق ذلك انسحاب متزامن لأفراد مجموعة الشباب المسلم ومنظمة التحرير من مدارس وكالة الأونروا.
وأوضح أن الانسحاب سيكون بالتزامن من قبل الطرفين، وسيترافق مع انتشار عناصر القوة الأمنية في نقاط الانسحاب.
لكن العجوري كشف أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الانسحاب من مدارس الأونروا، ولا تزال المسألة قيد البحث تحديدًا مع الشباب المسلم.
وقال العجوري: إنه "في حال نجحت المرحلة الأولى من الانتشار وتكرس وقف إطلاق النار، سيتمكن النازحون حينها من العودة إلى بيوتهم".
لكنه لفت في الوقت عينه إلى أن بند تسليم مطلقي النار في حادثة مقتل القيادي في حركة فتح أبو أشرف العرموشي لم يحرز أي تقدم حتى الساعة.
كيف بدأت اشتباكات عين الحلوة؟
بدأت الأحداث الأخيرة في عين الحلوة يوم 29 يوليو/ تموز الماضي، حين انفجر الوضع الأمني في المخيم على خلفية قيام محمد زبيدات الملقب بالصومالي والمنتمي إلى حركة فتح، بمحاولة اغتيال الإسلامي محمود خليل الملقب بأبي قتادة، بهدف الانتقام لمقتل شقيقه محمود الذي قتل في اشتباكات بين فتح وإحدى الفصائل الإسلامية مطلع شهر مارس/ آذار الماضي.
ونتيجة هذه المحاولة، قتل أحد مرافقي خليل وهو عبد فرهود، فيما جرح أبو قتادة وعيسى حمد، وكلاهما من المطلوبين للقضاء اللبناني بمذكرات توقيف بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي.
على الأثر، اندلعت اشتباكات بين عناصر من حركة فتح ومجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "الشباب المسلم"، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا، بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي، القيادي في فتح، مع 4 من مرافقيه، ما شكل منعطفًا في الاشتباكات.
وفي بداية أغسطس/ آب الماضي، عاد الهدوء إلى المخيم إثر سلسلة اتصالات بين بعض الفصائل الفلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، وتم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم في اغتيال العرموشي، إلا أن الاشتباكات عادت في 25 أغسطس وأسفرت في أيامها الأولى عن مقتل العديدين.
ومنذ بدء القتال مجددًا في 7 سبتمبر، قُتل 17 شخصًا وجُرح حوالي 100 آخرين، وفقًا للمسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان عماد حلاق.
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيمًا آخر، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.