خلّفت حرب السودان المستمرة منذ منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، آلامًا وأضرارًا كثيرة حيث فقد مئات الآلاف من الشباب وظائفهم وأعمالهم.
أحد هؤلاء الشاب السوداني هشام، وهو مهندس شبكات كمبيوتر، كان يعمل في إحدى الشركات العالمية بالخرطوم.
فقد هشام عمله ومنزله ومستقبله بسبب الحرب، فنزح إلى مدينة ود مدني ثم القضارف وأخيرًا بورتسودان متنقلًا من مهنة هامشية إلى أخرى.
ويشير هشام في حديثه لـ"العربي"، إلى أهمية أن "ينجح المرء في بناء كل شيء من جديد".
وأدت الحرب إلى دمار اقتصادي كبير في السودان، إذ تسبّبت في تعطيل معظم خدمات التجارة والنقل وإعاقة الزراعة ووقف صرف مرتبات عدد كبير من الموظفين.
حالة بطالة واسعة
وأضحت بورتسودان مكتظة بالنازحين، إذ يفد إليها المئات يوميًا؛ فتحتضن الباحثين عن الأمان والفاقدين للعمل.
وإزاء فقدان معظمهم لمدخراتهم، لا خيار أمام الشباب إلا ممارسة مهن هامشية على غرار افتراش الأرض أو التجوال لبيع بعض الحاجات والسلع، في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية.
ويتطرق الصادق كودي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، إلى مدى انتشار البطالة وسط غياب فرص العمل، مذكرًا بأن بورتسودان مدينة ضيّقة من الأساس، ولم يكن يتوقع أن تستوعب هذا العدد الكبير من النازحين.
ويشكل انعدام فرص العمل في ظل استمرار الحرب، خطرًا يهدد الشباب بالانزلاق في متاهات الإدمان، أو سبل الكسب السهل في امتهان الطرق غير المشروعة.
يأتي ذلك فيما يظهر عدد النازحين في السودان أكثر من أحد عشر مليونًا، معظمهم من الشباب والذين ما تزال تراودهم أحلام العودة إلى منازلهم وأعمالهم التي أجبروا على تركها.