فاز المرشّح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة أمام المرشّح المحافظ سعيد جليلي، حسب نتائج أولية نشرتها وزارة الداخلية اليوم السبت.
وأحصى مسؤولو الانتخابات حتّى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بزشكيان (69 عامًا) منها على ما يزيد عن 16 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت.
وفي أول تصريح له منذ إعلان فوزه أكد بزشكيان السبت أنه "سيمد اليد" لجميع الإيرانيين.
وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49,8%، فيما اعتُبر أكثر من 600 ألف صوت ملغى.
ودعا جليلي أنصاره إلى "احترام" نتائج الانتخابات، قائلًا على التلفزيون: "علينا جميعنا بذل جهود لمساعدته".
تحديات أمام مسعود بزشكيان
وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والباحث السياسي علي رضا حاج حسيني أن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية أظهرت أن للناخب الرأي الفاعل والمؤثر في انتخاب الرئيس الجديد، بعد أن كان هناك الاعتقاد بأن هذه الانتخابات ستكون "معلبة" (جاهزة).
ويقول في حديث إلى التلفزيون العربي من طهران، إنّه على الرغم من وجود عدد كبير من "الرماديين" لم يشاركوا في الدورة الأولى، إلا أنه يبدو أن طروحات بزشكيان تمكنت من إقناع شريحة واسعة من الإيرانيين الذين يتطلعون للانفتاح وفرص العمل، وسط أزمات اقتصادية واجتماعية.
ويضيف أنّ هذه الشريحة من الشباب الإيراني يبدو أنها غيرت رأيها في الجولة الثانية بعد تصدر بزشكيان أمام منافسه المحافظ سعيد جليلي، حيث كانت توجه الاتهامات للمحافظين بأنهم يتحملون مسؤولية عرقلة المفاوضات النووية، وإعادة فرض العقوبات على إيران.
ويرى حاج حسيني أن "الالتزام بثوابت الدستور والمرشد الإيراني هو الذي سوف سيسير عليه الرئيس الجديد، ولهذا فإن بزشكيان يسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتأكيد على أنه غير حزبي وأنه لكل الشعب".
ويقول إنه يحاول استباق المعارك السياسية التي قد تحصل في إيران، حيث يسيطر على البرلمان "الأصوليون وهم يستطيعون عرقلة مسيرة بزشكيان السياسية"، وفق قوله.