الأحد 15 Sep / September 2024

بعد قتل سريلانكي متهم بـ"التجديف".. توقيف 120 شخصًا في باكستان

بعد قتل سريلانكي متهم بـ"التجديف".. توقيف 120 شخصًا في باكستان

شارك القصة

وقعت جريمة القتل الجمعة في سيالكوت بإقليم البنجاب (غيتي)
وقعت جريمة القتل الجمعة في سيالكوت بإقليم البنجاب (غيتي)
وقعت جريمة قتل شخص من سريلانكا الجمعة في سيالكوت بإقليم البنجاب، بعد انتشار شائعات بحسب الشرطة بأن مدير المصنع ارتكب "التجديف".

أوقف 120 شخصًا في باكستان بعد قتل مدير مصنع سريلانكي تعرض للضرب حتى الموت وأضرمت النار في جثته لاتهامه بالتجديف، وفق ما أفاد مسؤولون في البنجاب السبت.

وكان لهذه الجريمة الوحشية التي وثقتها مقاطع فيديو تناقلت عبر الشبكات الاجتماعية وقع الصدمة على رئيس الوزراء عمران خان الذي تحدث عن "يوم عار على باكستان".

وتعد مسألة التجديف حساسة بشكل خاص في باكستان، حيث أدت مزاعم غير مثبتة في كثير من الأحيان بازدراء الإسلام بصورة متكررة إلى عمليات مطاردة، وضرب أفضت إلى الموت في السنوات الأخيرة. إذ يستخدم التجديف كذريعة في خلافات لا علاقة لها بالدين، كما تؤكد منظمات حقوق الإنسان.

ووقعت جريمة القتل الجمعة في سيالكوت بإقليم البنجاب، على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب شرق العاصمة إسلام أباد، بعد انتشار شائعات بحسب الشرطة بأن مدير المصنع ارتكب "التجديف".

وقال الشرطي في المنطقة ذو الفقار علي لوكالة فرانس برس: "انتشرت شائعة في المصنع مفادها أن المسؤول مزق ملصقًا دينيًا وألقاه في سلة مهملات".

وقال المتحدث باسم الشرطة خرام شهزاد للوكالة: إنه "تم اعتقال ما يصل إلى 120 شخصًا بينهم أحد المشتبه بهم الرئيسيين في أعقاب جريمة القتل".

من جهته، أوضح طاهر أشرفي، الممثل الخاص لرئيس الوزراء للوئام بين الأديان، أن عمال المصنع اشتكوا قبل مقتل المسؤول من قسوته الشديدة، موضحًا أن "خبراء الشرطة يحققون في القضية ويستطلعون عدة خيوط منها احتمال أن عمال المصانع استخدموا ذريعة الدين للانتقام من المسؤول".

جموع شاهدت دون أن تتدخل

وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة على موقع تويتر الضحية وهو يتعرض للضرب من قبل أفراد ردد بعضهم شعارات تندد بالكفر. ثم تظهر صور أخرى جسده المحترق بالكامل أمام حشد من عشرات الرجال لم يبذل كثيرون منهم جهدًا لإخفاء وجوههم بل ذهبوا إلى حد التقاط صور سيلفي أمام الجثة المحترقة. كما ظهرت في الصور سيارة محطمة قيل إنه كان يملكها.

وقال حسن خوار المتحدث باسم حكومة البنجاب للصحافيين السبت: إن "ما بين 800 و900 شخص بعضهم مسلحون بالعصي سحلوا جثة المدير"، مضيفًا أنه جرى فحص الجثة وستُسلم إلى سفارة سريلانكا في إسلام أباد.

من جانبه، قال مالك نسيم أوان وهو محام من سكان سيالكوت لفرانس برس: إن الأمر صدمه وإنه قلق من أثر ذلك والصورة التي يقدمها عن بلاده.

وتابع: "لا أستطيع أن أخبركم كم أشعر بالحرج. كان من الممكن أن يكون الأمر مختلفًا لو أن شخصًا ما فعل ذلك بمفرده، لكن الحشد كان يشاهد ما يجري بصمت، ولم يحاول أحد حتى إنقاذه".

إدانة "الهجوم الوحشي المميت"

أدانت جميع الأحزاب السياسية والدينية تقريبًا وكذلك قائد الجيش جريمة القتل. وصرح مسؤول باكستاني لوكالة فرانس برس أن سلطات إسلام أباد تواصلت مع الدبلوماسيين السريلانكيين وأكدت لهم أن "كل المتورطين في هذه الجريمة النكراء سيحالون إلى القضاء".

بدوره، أعرب رئيس سريلانكا ورئيس وزرائها السبت عن صدمتهما، وطالبا باكستان بمعاقبة جميع المتورطين في "الهجوم الوحشي المميت".

وتفيد منظمات وجمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان أن الاتهامات بالتجديف يمكن أن توجه في كثير من الأحيان بهدف تسوية ثأر شخصي مع استهداف الأقليات إلى حد كبير.

ويوم الأحد، أضرم آلاف الأشخاص النار في مركز للشرطة في شمال غرب إقليم خيبر بختونخوا بعد أن طالبوا عناصر الشرطة بتسليمهم رجلًا اتُهم بحرق المصحف.

وفي أبريل/ نيسان 2017، أقدم حشد غاضب على ضرب الطالب الجامعي مشعل خان حتى الموت بدعوى أنه نشر محتوى مسيئًا للإسلام على الإنترنت.

كما ضُرب زوجان مسيحيان حتى الموت وأحرقت جثتاهما في فرن في البنجاب عام 2014 بعد اتهامهما زورًا بتدنيس القرآن.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close