استدعت باكستان سفيرها في طهران ومنعت السفير الإيراني من العودة الى إسلام آباد في أعقاب قصف جوي إيراني على منطقة حدودية بغرب البلاد أسفر عن مقتل طفلين.
وقالت الخارجية الباكستانية في بيان للمتحدث باسمها ممتاز زهرة بلوش إن "انتهاك إيران غير المبرر والفاضح لسيادة باكستان ليل أمس هو خرق للقانون الدولي وغايات ومبادئ شرعة الأمم المتحدة".
ولن تسمح باكستان وفق البيان بعودة السفير الإيراني لديها والذي يقوم بزيارة بلاده في الوقت الراهن.
ولفتت باكستان إلى أن إيران انتهكت مجالها الجوي مما أدى إلى مقتل طفلين، وذلك بعد ساعات من إعلان وسائل إعلام رسمية إيرانية أن طهران استهدفت قاعدتين لجماعة جيش العدل للمسلحين البلوخ في باكستان بصواريخ.
وحذرت إسلام آباد في بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية من أن الحادث قد تكون له "عواقب وخيمة" وأنه "غير مقبول على الإطلاق".
ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان، والتي تتشارك حدودًا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران.
هجمات وتوتر
و"جيش العدل" شكّل عام 2012 وهو مناهض للحكومة الإيرانية وينشط في إقليم سيستان بلوشستان وهي منطقة حدودية مع باكستان وأفغانستان، وكثيرًا ما ينفذ هجمات تؤدي إلى مقتل عناصر من الشرطة أو الحرس الثوري الإيراني.
وقد تبنى "جيش العدل" هجومًا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي على مركز للشرطة الإيرانية في منطقة راسك بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، وأدى حينها لمقتل 11 شرطيًا إيرانيًا.
وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت ليل الثلاثاء أن مقرّين تابعين لجماعة "جيش العدل" التي تصنّفها طهران "إرهابية" وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف "بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما".
بدوره، أكد الحرس الثوري الإيراني ليل الإثنين الثلاثاء أنه استهدف "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة".
ويأتي هذا التطور بعد هجمات داخل إيران، أبرزها تفجيران انتحاريان في كرمان بجنوب البلاد مطلع يناير/ كانون الثاني تبناهما تنظيم الدولة وأديا الى مقتل نحو 90 شخصًا.
وتتبادل طهران وإسلام آباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادرًا ما تحوّلت هذه الاتهامات الى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.