Skip to main content

بعد مطالب روسيا.. فرنسا "قلقة" من احتمال تأخر الاتفاق على نووي إيران

الثلاثاء 8 مارس 2022

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أن باريس "قلقة" مما تمثله أي مهل إضافية من مخاطر على إمكانية إبرام الاتفاق النووي الإيراني الذي قالت إنه بات "قريبًا جدًا"، في إشارة إلى المطالب الروسية الجديدة المتصلة بالحرب في أوكرانيا.

وليس هذا التصريح الأول من نوعه اليوم، الذي حمل عدة تصريحات غير متفائلة حيال الاقتراب من التوصل لاتفاق حول النووي الإيراني في مفاوضات فيينا، إذ أبدت في وقت سابق تمسكها بما تسميه بـ "الخطوط الحمراء"، الأمر الذي دعا دولًا أوروبية لإبداء "القلق" من انتكاسة أخرى على طريق إحياء الاتفاق.

انتقاد مبطن لروسيا

وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان: "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق" لكننا "قلقون حيال المخاطر التي تمثلها مهل إضافية على إمكانية إبرام اتفاق".

وقالت باريس في بيان إن لندن وباريس وبرلين تدعو "جميع الأطراف الأخرى إلى تبني مقاربة مسؤولة"، في إشارة إلى روسيا من دون تسميتها، بالإضافة إلى "اتخاذ القرارات اللازمة لإبرام هذا الاتفاق".

وفي وقت ازدادت فيه الإعلانات المتفائلة المُشيرة إلى أن اتفاقًا في فيينا أصبح وشيكًا، طلبت روسيا التي خضعت لعقوبات غربية بعد هجومها لأوكرانيا، ضمانات أميركية بأن هذه الإجراءات الانتقامية لن تؤثر على تعاونها مع إيران.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد الماضي، أن هذه المطالب "خارج السياق"، نافيًا وجود "رابط" بين العقوبات ودور لروسيا في إطار إحياء الاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي عام 2018 وأتاح له إعادة فرض عقوبات على طهران.

موقف طهران من الطلب الروسي

واعتبر مسؤولون إيرانيون الطلب الروسي، وفق ما ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أمس الإثنين، أنه "غير بناء".

ونقلت الوكالة عن مسؤولين إيرانيين لم تسمهم قولهم، إن "التدخل" الروسي يهدف إلى ضمان مصالح موسكو في مجالات أخرى.

وأوضحت وكالة "تسنيم"، من دون أن تذكر مصدرًا لهذا التقييم، أن روسيا تسعى من خلال تأجيل إحياء الاتفاق بين إيران والقوى الغربية وتأخير عودة طهران إلى سوق النفط العالمية إلى رفع أسعار الخام وزيادة عائداتها من الطاقة.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي، حظرًا على واردات النفط من روسيا، وبذلك تكون روسيا تلقت أقسى إجراء اتّخذته إدارته حتى الآن لمعاقبة موسكو على الهجوم ضد جارتها أوكرانيا.

وشكلت العقوبات الأميركية على إيران أولى البنود التي تفاوض طهران على رفعها في المباحثات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، وذلك في وقت عاد فيه المفاوضون الإيرانيون إلى بلدهم للتشاور.

وتزامن ذلك مع تأكيد كثير من المفاوضين الأوربيين، أنهم أوصلوا المباحثات إلى مراحل متقدمة، وأن الكرة باتت بملعب طهران وواشنطن لإنجاز الاتفاق الذي أبرم أول مرة عام 2015.

وتجرى المباحثات بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، وتشارك فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة.

خطوط حمراء

وفي وقت سابق اليوم، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن بلاده لن تتراجع عن خطوطها الحمراء في المحادثات النووية مع القوى العالمية، واعتبر أن حكومته تواصل المفاوضات النووية، بما يتفق تمامًا مع المبادئ والإطار الذي حدده المرشد علي خامنئي.

سبق ذلك قول المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أمس الإثنين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "يقتربون" من اتفاق نووي مع إيران، لكن "العناصر المهمة" لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرارات بشأنها.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة