Skip to main content

مفاوضات النووي.. الرئيس الإيراني يتمسك بـ"الخطوط الحمراء"

الثلاثاء 8 مارس 2022

على الرغم من حالة التفاؤل حول اقتراب التوصل إلى اتفاق جديد حول النووي الإيراني ضمن مفاوضات فيينا، إلا أن كلًا من طهران وواشنطن لا تزال متمسكة بشروطها لإخراج الاتفاق إلى النور.

وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء أن بلاده لن تتراجع عن خطوطها الحمراء في المحادثات النووية مع القوى العالمية.

واعتبر رئيسي أن حكومته تواصل المفاوضات النووية، بما يتفق تمامًا مع المبادئ، ومع الإطار الذي حدده المرشد علي خامنئي.

ويعتبر المرشد أعلى سلطة في إيران، وإليه ترجع الكلمة الفصل في قرارات طهران الداخلية والدولية.

خطوط حمراء

ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن رئيسي قوله إن بلاده "لم ولن تتراجع عن أي من هذه الخطوط الحمراء".

وتزامنت تصريحات الرئيس الإيراني، مع تشجيع الاتحاد الأوروبي الأطراف على اتخاذ القرارات السياسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق.

كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أمس الإثنين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "يقتربون" من اتفاق نووي مع إيران، لكن "العناصر المهمة" لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرارات بشأنها.

ووصلت المفاوضات المستمرة منذ 11 شهرًا لإحياء الاتفاق النووي، المبرم عام 2015 والذي رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، إلى مراحلها النهائية.

وتتمسك إيران برفع جميع العقوبات عنها، وتريد ضمانات من الولايات المتحدة بأنها لن تتخلى عن الاتفاق مرة أخرى، بعد انسحاب الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، منه عام 2018 وأعاد فرض العقوبات على طهران.

وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى طهران، يوم أمس الإثنين للتشاور بشأن الاتفاق النووي.

بدوره شدّد إنريكي مورا مسؤول الاتحاد الأوروبي لتنسيق المحادثات، أمس الإثنين، على ضرورة اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لاختتام المفاوضات بنجاح في الأيام القليلة المقبلة.

ويقول دبلوماسيون إنه ما زالت هناك حاجة للتغلب على العديد من الخلافات في المحادثات التي تضررت كذلك بسبب مطالبة روسيا في اللحظة الأخيرة بضمان من الولايات المتحدة بأن التجارة والاستثمار والتعاون العسكري التقني الروسي مع إيران لن تعرقله العقوبات المرتبطة بهجومها على أوكرانيا.

وقلّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من هذا الأمر خلال زيارة لإستونيا قائلًا: إن لروسيا مصلحة ذاتية في منع إيران من حيازة أسلحة نووية.

ولفت بلينكن إلى أن بلاده تواصل العمل لمعرفة ما إذا كان بإمكانها العودة إلى الامتثال المتبادل مع إيران للاتفاق.

ومضى يقول: "تواصل روسيا المشاركة في هذه الجهود ولها مصلحتها الخاصة في ضمان عدم قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي".

ماذا لو انهارت المفاوضات؟

وخلال اتصال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس الإثنين، أكدت موسكو، أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق) يجب أن يضمن تمتع كل الأطراف بحقوق متساوية في ما يتعلق بتطوير التعاون في كل المجالات بلا عوائق.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الإثنين، أنها لا تزال تنتظر من روسيا "تفاصيل" بشأن طلب موسكو ضمانات أميركية بعدم تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب هجومها على أوكرانيا، على تعاونها مع طهران في إطار الاتفاق النووي.

وأمام هذه السجالات، في هذا التوقيت الحرج، فإنه في حال انهيار المحادثات، فقد يحمل ذلك خطر دخول طهران في سباق سريع قصير للحصول على سلاح نووي.

كما يمكن أن يدفع الغرب لفرض مزيد من العقوبات القاسية على إيران وزيادة ارتفاع أسعار النفط العالمية المرتفعة بالفعل بسبب الحرب في أوكرانيا.

وإلى الآن يبقى الحسم النهائي للتوصل لاتفاق، متروكًا للطرفين الرئيسين للاتفاق على القضايا المعلقة بما فيها مدى رفع العقوبات المفروضة على إيران، ولا سيما أن المفاوضين الأوروبيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا غادروا بالفعل المحادثات مؤقتًا؛ لأنهم اعتقدوا أنهم ذهبوا إلى أبعد مما يمكن أن يذهبوا إليه وأصبح الأمر في ملعب طهران وواشنطن.

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة