الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

بعد هجوم أنقرة.. مقاتلات تركية تستهدف مقرات حزب العمال في العراق

بعد هجوم أنقرة.. مقاتلات تركية تستهدف مقرات حزب العمال في العراق

شارك القصة

مراسل "العربي" يرصد توعّد أردوغان بردّ قاسٍ على العمال الكردستاني الذي تبنّى هجوم أنقرة (الصورة: الأناضول)
تمكّن الجيش التركي من تدمير مخابئ ومخازن ومغارات للعمال الكردستاني في غارات جوية استهدفت معاقلهم في متينا وجرة وهاكورك وقنديل شمال العراق.

أعلنت وزارة الدفاع التركية تنفيذ غارات جوية على مواقع لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق، بعد ساعات من إعلان الحزب مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مديرية الأمن في أنقرة الأحد، في أول هجوم يتبنّاه الحزب منذ سبتمبر/ أيلول 2022 حين قتل شرطيًا في مرسين جنوب تركيا.

وأُصيب شرطيان تركيان بجروح نتيجة التفجير، بينما أكد وزير الداخلية علي يرلي قايا عدم وجود خطر على حياتهما.

وقالت وزارة الدفاع في بيان، إنها تمكّنت من "تدمير 20 هدفًا يضم مخابئ ومخازن ومغارات لإرهابيي" الحزب في غارات جوية استهدفت معاقلهم في متينا وجرة وهاكورك وقنديل شمال العراق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول "من أجل تحييد حزب العمال الكردستاني وعناصر إرهابية أخرى، ومنع الهجمات الإرهابية القادمة من شمال العراق ضد شعبنا وقواتنا الأمنية، وضمان أمن حدودنا".

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون: إن الغارات الجوية "الناجحة" التي نفّذها الجيش التركي شمالي العراق "مؤشر مهم على مواصلة أنقرة التضييق على الإرهاب، ليس داخل البلاد فحسب، بل وخارج حدودها أيضًا".

وأضاف أنّ حزب العمال الكردستاني تلقّى "ضربة موجعة أخرى" جراء هذه الغارات، مشيرًا إلى أنّ تركيا "ستُواصل النضال ضد التنظيمات الإرهابية حتى تحييد آخر إرهابي".

بدوره، قال إحسان جلبي قائم مقام سيدكان القريبة على الحدود مع تركيا ومع إيران لوكالة "فرانس برس": إنّ "المقاتلات الحربية التركية قصفت مناطق في باردوست في الساعة 9:20 مساء اليوم، كما قصفت قرية بدران".

كما أفادت قناة "رووداو" الكردية على موقعها الالكتروني، عن ضربات على مناطق في جبل قنديل، المعقل التقليدي لعناصر حزب العمال الكردستاني والذي يقع على الحدود مع إيران.

وبينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ "العملية الإرهابية" التي جرت صباح اليوم في العاصمة أنقرة تمثل "الأنفاس الأخيرة للإرهاب"، أعلنت وزارة الداخلية التركية في بيان، أنّ السيارة التي استقلها المهاجمان تعود للمواطن التركي ميكائيل بوزلاغان في ولاية قيصري، وقد استولى عليها المهاجمان بعد قتله.

وكشفت الوزارة عن وجود 9700 غرام من مادة "سي 4" شديدة الانفجار، و3 قنابل يدوية وقاذف، بالإضافة إلى مسدس من طراز "غلوك" مزوّد بكاتم للصوت، ومسدس آخر من طراز "بلو"، ورشاش من طراز "إم-4″، وبندقية كلاشينكوف.

إدانات عربية

وأدانت 18 دولة ومنظمة وهيئة عربية الهجوم، مؤكدة تضامنها الكامل مع تركيا في "مواجهة الإرهاب".

وشدّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان، على "موقفها الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب"، معلنة تضامنها مع تركيا في مواجهة الإرهاب، ودعمها الكامل لكل ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار".

كما أكدت الخارجية الفلسطينية "ثقتها بقدرة تركيا على مواجهة الإرهاب والانتصار عليه".

من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "الرفض التام لهذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف الاستقرار في تركيا، مشددة على ضرورة "اقتلاع التنظيمات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن في سوريا وتركيا، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما المجموعات المنضوية تحت تنظيم بي كي كي الإرهابي".

وأعربت الخارجية السعودية في بيان، عن "إدانة واستنكار المملكة الشديدين لمحاولة الاعتداء الإرهابي"، مؤكدة "رفض المملكة لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف".

وأعلنت الخارجية الإماراتية في بيان، "استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب".

واستنكر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الهجوم.

كما أدانت الخارجية المصرية في بيان، بـ"بأشد العبارات" الهجوم الإرهابي، مؤكدة "تضامنها الكامل مع دولة تركيا".

بدوره، أكد الأردن تضامنه مع تركيا ورفضه واستنكاره التام لكافة أشكال العنف والإرهاب".

وأعلنت الرئاسة الجزائرية "تضامنها الكامل مع تركيا"، داعية إلى "مواصلة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمجابهة الإرهاب بكافة صوره، ووضع حد للممارسات، التي تستهدف زعزعة استقرار الدول".

وجدّدت وزارة الخارجية التونسية "التأكيد على رفضها المبدئي والقاطع لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف".

بدوره، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبّر خلاله عن استنكاره للهجوم.

وأدان المجلس الأعلى للدولة ووزارة الخارجية الليبين، في بيانين منفصلين، الهجوم الإرهابي، مؤكدين التضامن الليبي مع "جمهورية تركيا الشقيقة في جهودها لمواجهة الإرهاب".

كما أعلنت وزارة الخارجية اليمنية "تضامن الجمهورية اليمنية مع حكومة وشعب جمهورية تركيا الشقيقة".

وأعلن جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، التضامن مع تركيا "في مواجهة أي جماعة تتخذ من الإرهاب منهجًا للعمل أو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية".

كما أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان، عن إدانتها الشديدة للهجوم، مؤكدة تضامنها مع الحكومة التركية.

وشدّد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، على موقف المجلس للرافض لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب.

وشهدت أنقرة هجمات عدة وعنيفة بين عامي 2015 و2016، تبنّاها الانفصاليون الأكراد في حزب العمال الكردستاني أو "تنظيم الدولة".

ففي 13 نوفمبر 2022، وقع هجوم في شارع تجاري مزدحم في اسطنبول أدى إلى سقوط ستة قتلى و81 جريحًا. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، لكن السلطات نسبته إلى "حزب العمال الكردستاني".

وفي مارس/ آذار 2016، قتل 38 شخصًا وأُصيب 125 آخرين بانفجار سيارة مفخخة في منطقة كيزيلاي وسط أنقرة، نُسب إلى منظمة "صقور حرية كردستان" وهي جماعة صغيرة مقرّبة من "حزب العمال الكردستاني".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2015، قُتل 109 أشخاص في هجوم أمام محطة قطارات أنقرة المركزية نُسب إلى "تنظيم الدولة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close