كشفت دراستان طبيتان أن بإمكان بعض مرضى السرطان الاستغناء عن العلاج الإشعاعي أو الكيميائي بأمان بعد جراحة لإزالة الأورام، ما قد يجنّبهم الآثار الجانبية الضارّة والتكاليف غير الضرورية لمثل هذه الإجراءات الطبية.
وذكرت وكالة "اسوشييتد برس" أن إحدى الدراسات وجدت أنه من خلال اختبار دم معين يمكن تحديد مرضى سرطان القولون الذين يمكنهم تخطي العلاج الكيميائي بعد الجراحة، فيما وجدت دراسة أخرى أن بعض مريضات سرطان الثدي منخفض الخطورة يمكنهن الاستغناء عن الإشعاع بعد استئصال الكتلة الورمية.
وناقش مؤلفو الدراستين النتائج خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري، الذي اختتم أنشطته أمس الثلاثاء في مدينة شيكاغو.
وقال الدكتور ستايسي كوهين، من مركز فريد هتشينسون للسرطان في سياتل، الذي راجع نتائج سرطان القولون ولم يُشارك في البحث، إن النتائج يمكن أن تسمح للأطباء "بالتركيز على المرضى الذين سيستفيدون حقًا من العلاج الكيميائي، وتجنّب الآثار الجانبية للمرضى الذين من المحتمل أن يكون ذلك غير ضروري بالنسبة لهم".
سرطان القولون
وشملت الدراسة الخاصة بسرطان القولون 455 مريضًا، خضعوا لعمليات جراحية بعد انتشار السرطان في جدار القولون، وبعد الجراحة، خضعت مجموعة من المرضى لفحص دم يتماشى مع الخصائص الجينية للورم للكشف عن أي أجزاء متبقية من الحمض النووي للسرطان. وعندما لم تظهر أي علامات على استمرار السرطان، اتخذ الأطباء قرارًا بعدم إعطائهم العلاج الكيميائي، في حين قرّروا إعطاءه لبقية المرضى بالطريقة المعتادة.
ووجد الأطباء أن المرض لم يعد لـ 93% من المرضى من المجموعتين بعد عامين، أي أن اختبار الدم أظهر فاعليته في تحديد الفئات التي تحتاج للعلاج الكيميائي بعد الجراحة.
وقالت الدكتورة جين تاي، من مركز بيتر ماكالوم للسرطان في ميلبورن بأستراليا والتي قادت الدراسة: "عند المرضى الذين لا يتم اكتشاف الحمض النووي للسرطان لديهم بعد الجراحة، تكون فرصة عودة السرطان منخفضة جدًا، ما يشير إلى أن العلاج الكيميائي ربما لا يفيد هؤلاء المرضى".
من جهته، قال الدكتور ايفيرت فوكس، المتخصص في سرطان الرأس والرقبة وسرطان الرئة في جامعة شيكاغو للطب، إن تخطّي العلاج الكيميائي "يُحدث فرقًا كبيرًا في نوعية حياة الشخص، إذ لا يعرّضه للآثار الجانبية المزعجة للعلاج".
سرطان الثدي
وأُجريت الدراسة الخاصة بسرطان الثدي على 500 امرأة مسنة، أصبن بنوع شائع من سرطان الثدي في مراحله المبكرة، وكانت لديهن مستويات منخفضة من البروتين المعروف باسم Ki67، الذي يدل على وجود سرطان سريع النمو.
وبعد الجراحة، تناولت النساء ما يسمّى حبوب حصر الهرمون، وهو علاج لهذا النوع من السرطان، لكنهن لم يتلقين العلاج الإشعاعي.
وبعد 5 سنوات، عاد المرض لـ 10 نساء، وسُجّلت حالة وفاة واحدة فقط.
واعتبر الباحثون أن النتائج إيجابية، إذا قورنت ببيانات مريضات تلقين العلاج الإشعاعي.
وقال الدكتور تيموثي ويلان، من جامعة ماكماستر في أونتاريو، والذي قاد الدراسة التي دعمتها مؤسسة سرطان الثدي الكندية وجمعية السرطان الكندية: "فوائد الإشعاع ستكون ضئيلة جدًا لدى هذه الفئة مقارنة بالآثار الجانبية"، إذ يمكن أن يتسبّب العلاج الإشعاعي بمشاكل جلدية وإرهاق، وأقل شيوعًا، مشاكل قلبية طويلة الأمد وأمراض سرطانية ثانية.
ورأت الدكتورة ديبورا أكسلرود من جامعة نيويورك لانغون هيلث، التي لم تشارك في البحث، أن هذه الدراسة عبارة عن رسالة "شعور بالرضا" للمرضى الذين يُعانون من أورام منخفضة الخطورة، كما ستُساعد الأطباء على فهم أي من مرضاهم "يمكنهم بكل راحة وثقة"تخطّي العلاج الإشعاعي.