كشف خالد القدومي، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في طهران، للتلفزيون العربي، تفاصيل اللحظات الأولى لمعاينته مكان استهداف رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية.
وجاء حديث ممثل حماس بعد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن مصادر لم تسمها، أن اغتيال هنية جرى عبر زرع قنبلة بغرفته قبل شهرين من العملية.
محاولة لـ"دفع التهمة عن الاحتلال"
واعتبر القدومي في حديث إلى التلفزيون العربي من طهران، أن هدف تقرير الصحيفة الأميركية بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، هو دفع التهمة عن الاحتلال الإسرائيلي.
والأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، وتوعدتا بالرد على عملية الاغتيال، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع في المنطقة.
وأكد القدومي أن اغتيال هنية جرى بغطاء أميركي واضح، لا سيما بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، مضيفًا أنه بدلًا أن يلقوا القبض عليه بصفته مجرم حرب معلن من محكمة الجنايات صفقوا له وقوفًا، في إشارة إلى خطابه في الكونغرس الأميركي.
وبشأن تفاصيل مكان الاستهداف داخل إيران قال القدومي للتلفزيون العربي: "معاينتي لمكان استهداف الشهيد هنية تؤكد أن العملية جرت باستهداف خارجي وليس انفجارًا داخليًا، نظرًا لتدمير جدران الغرفة المطلة على الخارج وتدمير سقفها".
وأضاف أن "ما حل بالمكان وما بدى عليه هنية بعد استشهاده يؤكدان أن الاستهداف تم بمقذوف جوي".
مزاعم "نيويورك تايمز"
والخميس، زعمت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "هنية قُتل جراء انفجار قنبلة وضعت سرًا قبل أشهر في المقر الذي أقام فيه ليلة الاغتيال".
وأسندت "نيويورك تايمز" ادعاءها إلى مسؤولين في المنطقة بينهم إيرانيان، ومسؤول آخر من الولايات المتحدة.
وادعت الصحيفة أن القنبلة التي قتلت هنية تم تهريبها سرًا إلى المنزل الذي يحميه الحرس الثوري الإيراني ويستضيف فيه ضيوفًا رفيعي المستوى.
وأضافت الصحيفة أنه تم وضع القنبلة في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية، قبل نحو شهرين.
وذكرت أيضًا أن القنبلة تم تفجيرها بالتحكّم عن بُعد، عقب التأكد من وجود هنية في الغرفة بحدود الساعة الثانية فجرًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال، لكن مسؤولي استخباراتها أبلغوا الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى بتفاصيل العملية فور الاغتيال.
وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدوانًا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.