الإثنين 4 نوفمبر / November 2024

بقع وتشوهات وعمى.. ما هو مرض الجذام وأسبابه؟

بقع وتشوهات وعمى.. ما هو مرض الجذام وأسبابه؟

شارك القصة

الجذام أسبابه وعلاجه في مداخلة للدكتورة أمل الشايجي ضمن برنامج "صباح النور" عبر شاشة "العربي" (الصورة: غيتي)
يُعدّ الثامن والعشرين من يناير لكل عام، أو الأحد الرابع من هذا الشهر، مناسبة عالمية لرفع مستوى الوعي العام بالجذام.. فما هو هذا المرض وما هي أعراضه وطرق علاجه؟

يوصف الجذام بأنه "مرض معدٍ" يؤثر بشكل أساسي على الجلد والأعصاب وغشاء القناة التنفسية العليا والعينيين، حيث يصادف اليوم العالمي للمرض في الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني من كل عام.

وظهر الجذام منذ زمن بعيد، وحتى وقت قريب كان المصابون يعانون من الإقصاء والنبذ فتضاعفت معاناتهم.

وتم اكتشاف البكتيريا التي تسبّب المرض على يد الطبيب النرويجي غيرهارد هنريك أرماور هانسن في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، فعُرف المرض باسم "هانسن" أيضًا.

تباعًا، كشفت الأبحاث المزيد بشأن الجذام، وكذلك طرق علاجه، وزادت حملات التوعية حوله، وعُدّ الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني لكل عام، أو الأحد الرابع من هذا الشهر مناسبة عالمية لرفع مستوى الوعي العام بالجذام.

مسبب أول وفترة حضانة

وفي هذا الإطار، تشرح الدكتورة أمل الشايجي، الاستشاري أول في الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى الوكرة، أن المسبب الأول لهذا المرض هو نوع من أنواع البكتيريا، لم يكن ممكنًا مقاومتها في الأزمنة القديمة، لكن راهنًا بات بالإمكان السيطرة على الالتهاب البكتيري.

وتلفت الشايجي في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّ المرض يظهر في الأماكن الرطبة والفقيرة والمزدحمة، إضافة إلى عامل الاستعداد الوراثي.

وتوضح أن الجذام معدٍ، غير أن انتقاله من شخص إلى آخر أقل احتمالًا، بعكس الأمراض المعدية الأخرى، مشيرة إلى أنّ انتقال العدوى يتم عبر قطرات الأنف من المصاب إلى المحيطين.

وتؤكد أنّ لا علاقة للإصابة بهذا المرض بالاتصال الجنسي أو استخدام الأدوات الشخصية أو أطباق الطعام والأكواب، لافتة إلى أنّ فترة حضانة المرض طويلة عادة، تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات وقد تصل إلى 20 سنة.

أعراض وطرق علاج

على مستوى الأعراض، تقول الشايجي إنه بالإمكان تشخيص المرض بوجود بقع دائرية الشكل على الجلد قد توجد في أي جزء من الجسم، غير أنها غالبًا ما تظهر على الوجه والجزء الأعلى من الصدر والظهر.

وتردف بأن هذه البقع ينعدم فيها الإحساس بعدما استهدفت البكتيريا الأعصاب، لذا يفقد المصاب الإحساس بالبرودة والحرارة واللمس، لافتة إلى أنه يتم أخذ عينات من هذه البقع لإجراء الفحص والتأكد من وجود البكتيريا.

وتنبّه من أن تدهور الحالة لعدم اللجوء إلى الأدوية المناسبة، يرافقه تطور في الأعراض، حيث يبدأ فقدان الإحساس باليدين والقدمين، وتحصل تشوهات في الجلد، وقد تصل البكتيريا إلى العين فتستهدف القرنية والقزحية ما قد يتسبب بالعمى.

والشايجي التي تقول إن من السهل تشخيص الجذام، تلفت إلى أن ما درج القيام به في القدم من حيث عزل المرضى ثبُت عدم الحاجة إليه.

وتوضح أن العلاجات المعتمدة هي عبارة عن ثلاثة أنواع من الأدوية: مجموعة من المضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب، وأدوية تقوية المناعة.

وتذكر بأن البكتيريا المسببة للمرض تهاجم عادة من تكون مناعتهم منخفضة، على غرار المصابين بأمراض منذ فترات طويلة وبينهم مرضى الضغط والسكري والالتهابات المزمنة في الجهاز التنفسي.

إستراتيجية عالمية

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت "الإستراتيجية العالمية لمكافحة الجذام 2016-2020"، بهدف تنشيط الجهود المعنية وتسريع الوتيرة من أجل إيجاد عالم خال من هذا المرض.

وتقوم تلك الإستراتيجية على تعزيز الملكية والتنسيق والشراكة على المستوى الحكومي لأغراض عدة منها ضمان توافر الالتزام السياسي والموارد الكافية لبرامج مكافحة الجذام، والمساهمة في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتيسير البحوث الأساسية والتنفيذية.

كما ارتكزت على دحر الجذام ومضاعفاته بخطوات بينها إذكاء الوعي والكشف المبكر عن الحالات وسرعة البدء بالعلاج.

وبحسب الموقع الخاص بالمنظمة، فقد ارتكزت الإستراتيجية أيضًا على وقف التمييز وتعزيز الإدماج عن طريق التصدي لجميع أشكال التمييز والوصم، وتمكين الأشخاص المتضررين ودعم عملية إعادة التأهيل المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقات الناجمة عن الجذام.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close