بعد أيام من تنفيذ الصين أكبر مناورات في تاريخها قرب تايوان، بدأ الجيش التايواني مناورة بالذخيرة الحية لسلاح المدفعية اليوم الثلاثاء في محاكاة لصد هجوم دفاعًا عن الجزيرة، بحسب "فرانس برس".
وأكد لو ووي-جيي، المتحدث باسم الجيش الثامن التايواني أن المناورات بدأت في مقاطعة بينغتونغ الجنوبية بُعيد الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، عبر إطلاق قنابل مضيئة وقذائف مدفعية، مضيفًا أنها ستختتم قرابة الساعة الواحدة والنصف.
وقال المتحدث الإثنين: إن المناورات كانت مقررة مسبقًا ولم تجر ردًا على الصين. وتجري الجزيرة تدريبات عسكرية بشكل منتظم تحاكي غزوًا صينيًا، وقد أجرت الشهر الماضي مناورة لصد هجمات من البحر.
#UPDATE Taiwan is holding an artillery drill Tuesday simulating a defence against an attack as its top diplomat accuses Beijing of preparing to invade the island after days of massive Chinese war gameshttps://t.co/Txpu1RNVhQ pic.twitter.com/6V8XHb6rcj
— AFP News Agency (@AFP) August 9, 2022
والأسبوع الماضي، أطلقت الصين مناوراتها العسكرية للرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
واستعرض الجيش الصيني قوته في التدريبات مطلقًا للمرة الأولى صواريخ باليستية فوق تايوان التي سقطت في البحر المجاور للجزيرة، كما نفّذ ضربات وُصفت بـ "الدقيقة" في مساحات واسعة قرب مضيق تايوان، وهو ما دفع بالقوات المسلحة في تايبيه إعلان حالة الاستنفار القصوى.
وقالت تايبيه عقب ذلك: إنها مستعدة للحرب مع التنين الصيني ولن تقف مكتوفة الأيدي للدفاع عن سلامة أراضيها، لكنها أكدت أنها "لا تسعى" للمواجهة.
وتعيش تايوان في ظل تهديد مستمر بتعرضها لغزوها من قبل الصين التي تعتبرها جزءًا من أراضيها وتعهدت باستعادتها يومًا ما ولو تطلب الأمر استخدام القوة.
وأفاد الجيش التايواني أن مناورات تايبيه التي تجري يومي الثلاثاء والخميس، ستشمل نشر مئات الجنود ونحو 40 مدفع هاوتزر.
#الصين تستعرض قوتها في أكبر مناورات عسكرية ردا على زيارة #نانسي_بيلوسي لـ #تايوان #العربي_اليوم تقرير: عبد الرحيم الطويل pic.twitter.com/xk2gU4Qppa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 4, 2022
بموازاة ذلك، اعتبر وزير الخارجية التايواني جوزيف وو الثلاثاء، أن بكين تستخدم مناوراتها الجوية والبحرية العسكرية حول الجزيرة للإعداد للغزو وتغيير الوضع القائم في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.
وقال وو خلال مؤتمر صحافي أقيم في تايبيه بعد مناورات جيش تايوان: "استخدمت الصين المناورات وخططها العسكرية للإعداد لغزو تايوان"، مضيفًا أن "نية الصين الحقيقية هي تغيير الوضع القائم في مضيق تايوان والمنطقة بأكملها".
وأضاف: "أنها تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق وإطلاق صواريخ بالإضافة إلى هجمات إلكترونية وحملة تضليل وضغط اقتصادي من أجل إضعاف الروح المعنوية في تايوان".
تايوان "لا تخاف"
وجدد الوزير إدانته للمناورات الصينية التي استمرت حتى الإثنين، رغم ادعاء بكين في البداية إنها ستنتهي في اليوم السابق، مشيرًا إلى أنها أعاقت أحد أكثر طرق الشحن البحري ازدحامًا في العالم.
ووصف مناورات بكين بأنها "انتهاك صارخ لحقوق تايوان" ومحاولة للسيطرة على المياه المحيطة بها ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ الأوسع.
كما أشار إلى أن الصين تبحث عن أعذار لإجراء التدريبات العسكرية، وأن العذر هذه المرة هو زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، موضحًا أنها لم تكن لتتمكن من إعداد الطائرات المسيرة والهجمات الإلكترونية وحملات المعلومات المضللة في مثل هذه الفترة القصيرة. وأضاف أن أفضل طريقة للتعامل مع نظام يحاول ترهيب تايوان هو إظهار أنها "لا تخاف".
وقدّم وو شكره لحلفاء تايوان الغربيين لوقوفهم في وجه الصين، قائلاً: "هذا يبعث أيضًا برسالة واضحة إلى العالم بأن الديمقراطية لن تخضع لترهيب الاستبداد".