الخميس 21 نوفمبر / November 2024

"بلا رحمة".. موسكو تتوعد قتلة داريا دوغين ابنة المفكر الداعم للكرملين

"بلا رحمة".. موسكو تتوعد قتلة داريا دوغين ابنة المفكر الداعم للكرملين

شارك القصة

تقرير لـ"أنا العربي" حول مقتل داريا دوغين ابنة المفكر الداعم للكرملين ألكسندر دوغين (الصورة: غيتي)
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لن تكون هناك أي رحمة تجاه أولئك الذين نظّموا وأصدروا الأوامر ونفّذوا عملية التفجير التي تسببت في مقتل داريا دوغين.

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، إلى التعامل "بلا رحمة" مع المسؤولين عن مقتل داريا دوغين ابنة المفكر القومي المؤيد للكرملين ألكسندر دوغين.

وقُتلت داريا دوغين، وهي صحافية ومحللة سياسية، السبت إثر انفجار عبوة زرعت في السيارة التي كانت تقودها على طريق سريع في ضواحي موسكو.

وداريا التي كانت تبلغ من العمر 29 عامًا، هي ابنة ألكسندر دوغين (60 عامًا)، وهو مفكر تمايز باعتناقه عقيدة "الأوراسية الجديدة" المناهضة لليبرالية. ودعمت، على غرار والدها، بشدة الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وكانت داريا عائدة مع والدها، كلّ في سيارة، من مهرجان ثقافي محافظ في ضواحي موسكو، عندما لقيت حتفها في انفجار مركبتها.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو: "نأمل بأن يتم استكمال التحقيق قريبًا. بناء على نتائج هذا التحقيق، لا يمكن أن تكون هناك أي رحمة تجاه أولئك الذين نظّموا وأصدروا الأوامر ونفّذوا" عملية التفجير.

وتجمع مئات المعزين، بينهم أقارب وسياسيون، الثلاثاء في موسكو أمام نعش داريا دوغين الذي علته صورة لها وهي تبتسم، على ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وقال ألكسندر دوغين الذي كان حاضرًا مع والدة داريا، ناتاليا ميلينتيفا، في بداية الجنازة: "ماتت فداء لروسيا، أمّة وشعبًا، في الجبهة. والجبهة هي هنا".

وأضاف ألكسندر دوغين وهو يبكي: "من الكلمات الأولى التي علمناها إياها في طفولتها كانت بالطبع روسيا وقوتنا وشعبنا وإمبراطوريتنا".

قُتلت داريا دوغين وهي صحافية ومحللة سياسية إثر انفجار عبوة زرعت في السيارة التي كانت تقودها
قُتلت داريا دوغين وهي صحافية ومحللة سياسية إثر انفجار عبوة زرعت في السيارة التي كانت تقودها - غيتي

وأحدثت جريمة القتل هذه صدمة في روسيا وقوضت جهود السلطات التي تسعى إلى إقناع شعبها بأن الهجوم على أوكرانيا الذي بدأ قبل ستة أشهر، لن تكون له عواقب سلبية على السكان في روسيا.

ومع ذلك، فقد أصبح الصراع أكثر وضوحًا في الأسابيع الأخيرة، مع وقوع سلسلة انفجارات وخاصة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو ويمضي فيها العديد من الروس إجازاتهم.

بعد مرور أقل من 48 ساعة على مقتل داريا دوغين، قالت أجهزة الأمن الروسية الإثنين إنها خلصت إلى أن امرأة تعمل في الأجهزة الخاصة الأوكرانية خططت ونفذت الهجوم. لكن كييف تنفي تلك الاتهامات.

وفي رسالة تعزية نشرها الكرملين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنها "جريمة دنيئة ووحشية وضعت حدًا لحياة داريا دوغين قبل أوانها، وهي كانت لامعة وموهوبة وتمتلك قلبًا روسيًا حقيقيًا".

ومنحها بوتين بعد وفاتها وسام الشجاعة، وهو وسام رفيع.

مروج الحركة الأوراسية

في غضون ذلك، امتنع الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الإثنين عن التكهن حول هُوية المسؤول عن جريمة القتل، وأدان كل هجوم يستهدف المدنيين، مشيرًا إلى أن كييف نفت أي تورط لها.

وردت نظيرته الروسية ماريا زاخاروفا الثلاثاء على تلغرام: "بما أن مقتل صحافي لم يستدع تعليقًا من هذه الزاوية، وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة للسلطات الأميركية، فواشنطن إذًا لا تملك أي حق أخلاقي بالحكم على حقوق الإنسان في العالم".

ومنذ 2014، يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مروّج الحركة الأوراسيّة (وهو ائتلاف بين أوروبا وآسيا تحت القيادة الروسية) ألكسندر دوغين. كما استهدفت عقوبات أميركية ابنته منذ مطلع مارس/ آذار.

ويعتبر دوغين الذي له إطلالات تلفزيونية كثيرة والمعروف بلحيته الطويلة، مؤثرًا على جزء من اليمين المتطرف في أوروبا.

ويرى كثيرون أن دوغين أدى دورًا في توتر العلاقات بين بوتين والغرب وقد أطلقوا عليه لقب "عقل بوتين". ولم يعرب بوتين يومًا عن دعمه له في العلن فيما يقلل مراقبون من أهمية تأثيره في الكرملين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب