الأحد 30 يونيو / يونيو 2024

"بلد منافس وخصم".. الحكومة الألمانية: الصين تتصرف ضد مصالحنا

"بلد منافس وخصم".. الحكومة الألمانية: الصين تتصرف ضد مصالحنا

Changed

تقرير على "العربي" عن اسثمار الصين في ألمانيا (الصورة: تويتر)
من المتوقع أن يصل وفد من المسؤولين الصينيين برئاسة رئيس الوزراء لي تشيانغ إلى برلين الأسبوع المقبل، لإجراء مشاورات ألمانية-صينية.

أكدت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس في إستراتيجيتها للأمن القومي التي كشفت عنها، اليوم الأربعاء، أنّ الصين على الرغم من أنّها "شريكة" لبرلين، إلّا أنّها تعمل "ضدّ مصالحها".

وجاء في وثيقة الحكومة الألمانية المؤلّفة من حوالي 80 صفحة والتي عرضها المستشار أولاف شولتس ووزراء في حكومته، أنّ "الصين تحاول بطرق مختلفة إعادة تشكيل النظام الدولي القائم على القواعد، وتدّعي بشكل عدواني أكثر فأكثر السيادة الإقليمية وتتصرف باستمرار بشكل يتعارض مع مصالحنا وقيَمنا".

"الصين منافس وخصم منهجي"

وأضافت الوثيقة التي جرى التفاوض بشأنها لأشهر داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أنّ "الصين شريك ومنافس وخصم منهجي. نرى أنّ عناصر الخصومة والمنافسة قد ازدادت في السنوات الأخيرة".

وتقدّم هذه الوثيقة، التي تبدو أقل طموحًا ممّا خطّطت له الأحزاب الثلاثة في الائتلاف في البداية، نظرة عامة على القضايا الأمنية، من العلاقات مع موسكو وبكين إلى الأمن السيبراني، بما في ذلك التهديدات التي يشكّلها الاحتباس الحراري.

وتعدّ الصين شريكًا اقتصاديًا رائدًا لألمانيا وسوقًا حيويًا لقطاع السيارات الألمانية، وكانت قد نجت منذ فترة طويلة من انتقادات برلين الحادّة، التي بدأت بتشديد نبرتها تجاهها منذ أكثر من عام.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أجرى المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة مثيرة للجدل إلى الصين، واستقبله حينها الرئيس الصيني شي جين بينغ، بقصر الشعب، وبذلك كان المستشار أول زعيم من الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع يزور هذا البلد منذ بداية تفشي فيروس كورونا عام 2020.

وأوضحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تنتمي لحزب "الخضر"، أثناء عرض الوثيقة، "الأمن في القرن الحادي والعشرين يتعلّق بالحصول على الأدوية الحيوية من الصيدليات على نحو موثوق".

ومضت قائلة: "الأمن يعني عدم التجسّس من قبل الصين عند الدردشة مع الأصدقاء أو التلاعب من قبل الروبوتات الروسية عند تصفّح شبكات التواصل الاجتماعي".

مشاورات ألمانية - صينية 

ومن المتوقع أن يصل وفد من المسؤولين الصينيين برئاسة رئيس الوزراء لي تشيانغ إلى برلين الأسبوع المقبل، لإجراء مشاورات ألمانية-صينية.

ومن منظور برلين، "يتعرّض الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي للضغوط بشكل متزايد"، في ظل تصرّفات بكين، كما أنّ "حقوق الإنسان لا تُحترم".

كذلك، حذّرت الحكومة الألمانية من أنّ "الصين تستخدم قوتها الاقتصادية بطريقة مستهدفة لتحقيق أهداف سياسية".

غير أنّ الوثيقة تؤكد أنّه رغم كلّ شيء، "تبقى الصين في الوقت نفسه شريكًا لا يمكن بدونه حلّ العديد من التحديات والأزمات العالمية".

من جهته، قال أولاف شولتس: "يتعلّق الأمر بضمان استمرار الصين في النمو الاقتصادي، وعدم إعاقة اندماج الصين في التجارة العالمية والعلاقات الاقتصادية العالمية".

وأضاف المستشار الألماني للصحافة: "لكن في الوقت نفسه، علينا أن نأخذ في الاعتبار القضايا الأمنية التي تطرأ علينا".

حزم أكبر تجاه بكين

ويدعو الوزراء في حزب الخضر إلى حزم أكبر تجاه بكين، مشيرين إلى تهديداتها المتكرّرة ضدّ تايوان والانتهاكات التي تُتهم السلطات الصينية بارتكابها ضد الأويغور في منطقة شينجيانغ.

والشهر الجاري، طلبت ألمانيا من الصين التوقف عن الاستعانة بطيارين ألمان سابقين لتدريب قواتها الجوية، خشية أن يكشفوا أسرار حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس للصحافيين: "لقد طرحت مسألة طياري القوات الجوية الألمانية الذين تم تجنيدهم على ما يبدو لتدريب طيارين (صينيين)".

وظهرت حالات مماثلة في بريطانيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة في وقت تصاعد فيه التوتر بين الصين وتايوان المجاورة.

تؤكد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وتعهدت أنها ستستعيدها يومًا ما، وبالقوة إذا لزم الأمر، ومنذ عام 2016، كثفت بكين توغلاتها الجوية والبحرية حول الجزيرة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close