جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت دعوته إلى لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لإنهاء الحرب".
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي عقده داخل محطة مترو في وسط كييف: "اعتقد أن من بدأ هذه الحرب يمكنه أن ينهيها"، مكررًا أنه "لا يخشى لقاء" الرئيس الروسي إذا كان ذلك سيتيح التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وتابع: "شدّدت منذ البداية على المفاوضات مع الرئيس الروسي"، مضيفًا "لا يعني ذلك أنني أريد (مقابلته)، بل علي أن ألتقيه من أجل تسوية هذا الصراع بالوسائل الدبلوماسية". وأضاف "نثق بشركائنا، لكن ليس هناك أي ثقة بروسيا".
الانسحاب من المفاوضات
وهدّد الرئيس الأوكراني بأن كييف ستنسحب من المفاوضات مع موسكو في حال عمد الجيش الروسي إلى قتل الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية في مدينة ماريوبول جنوبي شرق أوكرانيا.
وقال: "إذا قتل رجالنا في ماريوبول وإذا أجريت استفتاءات زائفة في منطقة خيرسون (جنوب)، فإن أوكرانيا ستنسحب من أي عملية تفاوضية".
وأشار إلى "استعداده" لـ"إجراء عملية تبادل مع جنودنا الذين يدافعون عن ماريوبول"، "بأي شكل من الأشكال"، بهدف إخراج "هؤلاء الناس المحاصرين والذين يعانون وضعًا مروعًا".
وأوضح أن "الاتصال الأخير" مع الجنود المتحصنين في الممرات تحت الأرض لمجمّع آزوفستال الضخم حصل "قبل ساعة". وقال: "اليوم من أصعب الأيام" منذ بدء الحصار الروسي لماريوبول مطلع مارس/ آذار.
أوستن وبلينكن يزوران كييف
كما كشف زيلينسكي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيزور كييف الأحد، وذلك بعد شهرين تمامًا من بدء الهجوم الروسي.
وقال زيلينسكي:"الأحد سيزورنا مسؤولون أميركيون. سألتقي وزير الدفاع (لويد أوستن) وأنتوني بلينكن"، في أول زيارة رسمية يقوم بها ممثلون للحكومة الأميركية لأوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط.
وأعرب زيلينسكي عن أمله أن يتمكن نظيره الأميركي جو بايدن من "المجيء لدعم الشعب الأوكراني" في كييف عندما يسمح الوضع الأمني بذلك.
وأوضح أن نقاشات الأحد ستركز على شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني: "كل شيء تحسن الأسبوع الماضي، الإشارات والرسائل والخطوات والمواعيد النهائية والآجال، أنا أتحدث عن أسلحة الولايات المتحدة"، وقال: "إنه ممتن للإدارة الأميركية" مبديًا أمله في الحصول على "أسلحة أثقل وأقوى" لمواجهة الجيش الروسي.
استهداف أوديسا
ميدانيًا، أكد الجيش الروسي السبت أنه استهدف "بصواريخ بالغة الدقة" مخزنًا كبيرًا قرب أوديسا في جنوب أوكرانيا يحوي أسلحة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "إن القوات المسلحة الروسية عطّلت اليوم، بواسطة صواريخ بالغة الدقة وبعيدة المدى، منشأة لوجستية في المطار العسكري قرب أوديسا كانت تخزن فيها كمية كبيرة من الأسلحة الأجنبية التي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية".
صاروخ روسي يستهدف مبنى سكنيا من 16 طابقا في مدينة# أوديسا الأوكرانية #روسيا #أوكرانيا تقرير: محمد شبارو pic.twitter.com/FMpWPLMVsK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 23, 2022
وأوضحت الوزارة أن الصواريخ الروسية البالغة الدقة استهدفت السبت ما مجموعه 22 موقعًا عسكريًا أوكرانيًا، وخصوصًا ثلاثة مخازن أسلحة وذخائر قرب ايليتشيوفكا وكراماتورسك تم تدميرها.
وأورد المصدر نفسه أن الطيران الروسي نفذ السبت ضربات جوية استهدفت 79 موقعًا عسكريًا أوكرانيًا، وقصفت 16 مخزنًا للمدفعية والوقود.
في المقابل، تحدث مسؤولون أوكرانيون عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 18 آخرين في القصف الروسي الذي استهدف أوديسا.
العيون على ماريوبول
وكشفت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت أنه على الرغم من أهداف روسيا الطموحة وادعاءاتها بأنها استولت على ماريوبول، لم تحقق قواتها مكاسب كبيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفادت وزارة الدفاع في نشرة دورية عبر تويتر أن الهجمات الأوكرانية المضادة لا تزال تعيق جهود موسكو كما أن القتال العنيف يحبط المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة الساحلية الرئيسة، الأمر الذي يعيق تقدمها في منطقة دونباس.
وقال الجيش الأوكراني: "إن روسيا تواصل عملياتها الهجومية في الشرق وتحاول الوصول إلى السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك وإقامة اتصال بري مع شبه جزيرة القرم".
وأشارت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديث صباح اليوم السبت إلى أن القوات الروسية تفرض حصارًا جزئيًا على مدينة خاركيف.
وتواصل حصيلة اللاجئين الأوكرانيين الهاربين من الاجتياح العسكري الروسي لبلادهم منذ نهاية فبراير/ شباط الارتفاع، لكن بوتيرة يومية أبطأ من تلك التي سجّلت في بدايات الحرب بحيث بدأ عددهم يقترب من 5,2 ملايين شخص، وفق تعداد نشرته السبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وبحسب المفوضية بلغ عدد الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم منذ بداية التدخل العسكري الروسي 5,163,686 شخصًا، أي بزيادة قدرها 29939 شخصًا مقارنة بالحصيلة المعلنة الجمعة.