بعد زيارتين قام بهما الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روسيا والصين، حيث وقّع عددًا من الاتفاقيات، ظهر أن البلاد لا تبحث فقط عن تطوير العلاقات الثنائية مع موسكو وبكين، وإنما تريد التمهيد أيضًا للانضمام إلى مجموعة "بريكس" التي تضم كذلك الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.
و"بريكس" التي تنتسب إليها بلدان تمثل 40% من سكان الأرض وتجسد ربع الناتج المحلي العالمي، ترى فيها الجزائر سبيلًا لتطوير اقتصادها الذي كان رهينة لعوائد قطاع الطاقة.
ومن العوامل التي تشجع أيضًا على الانضمام إلى هذا التكتل، عضوية بلدان تعد نماذج ناجحة في عملية التحديث والتطوير.
"تخفيف قبضة واشنطن"
وقد صرّح الرئيس تبون بشكل رسمي عن رغبة بلاده الانضمام للمجموعة، وأتبع ذلك باتصال مع مديرة بنك التنمية في التكتل ديلما روسيف وهي الرئيسة السابقة للبرازيل.
وأعلن تبون خلال الاتصال استعداد بلاده لبذل أولى مساهماتها بقيمة تصل إلى مليار ونصف المليار دولار.
ويأتي تحرك الجزائر، الدولة العضو في منظمة أوبك تجاه بريكس، في خضم الحرب الروسية القائمة على أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على قطاعات إنتاجية صينية.
لذا فإن اتساع رقعة التكتل قد يفكك الهيمنة الأميركية على مفاصل الاقتصاد العالمي أو يخفف من قبضة واشنطن عليه في أقل تقدير.
وعليه، تراهن الجزائر المطلة على أوروبا على تغيير وجه اقتصادها، وهذه المرة عن طريق دول غير محسوبة على الكتلة الغربية.
