أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجمعة، أن الجزائريين ولدوا أحرارًا وسيبقون كذلك.
كلام تبون جاء ردًا على سؤال بمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي، بشأن ضغوط غربية على بلاده لوقف اقتناء السلاح من روسيا.
وكانت فعاليات منتدى "سان بطرسبورغ" الاقتصادي الدولي قد انطلقت الأربعاء في نسخته الـ 24، بحضور نحو 5 آلاف مشارك من أنحاء العالم، وهو أول حدث اقتصادي واسع النطاق في العالم منذ جائحة كورونا.
وجاءت تصريحات تبون غداة توقيع الجزائر وروسيا إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة (الشاملة) بين البلدين، في إطار زيارة دولة بدأها الثلاثاء إلى موسكو لتعزيز التعاون، وهي الأولى له منذ توليه الحكم نهاية 2019.
"قانون معاداة أميركا"
ووفق بيان للرئاسة الجزائرية، فقد رد تبون على سؤال بشأن مزاعم حول ضغوط تتعرض لها بلاده تثنيها عن شراء السلاح من روسيا بالقول: "أجيب بجملة واحدة.. "الجزائريون ولدوا أحرارًا وسيبقون أحرارًا".
وكانت السيناتور عن الحزب الجمهوري ليزا ماكلين، قد أعلنت في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي عبر موقعها الإلكتروني، أنها جمعت 27 توقيعًا داخل الكونغرس حول رسالة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تدعوه فيها إلى تطبيق قانون "معاداة أميركا" على الجزائر.
وجاء في الرسالة: "كما تعلم، فإن روسيا هي أكبر مورد للأسلحة العسكرية للجزائر، في العام الماضي وحده، أنهت الجزائر صفقة شراء أسلحة مع روسيا بأكثر من 7 مليارات دولار".
وتابعت: "في هذه الصفقة، وافقت الجزائر على شراء طائرات مقاتلة روسية متطورة، بينها سوخوي 57 التي لم توافق روسيا على بيعها إلى أي دولة أخرى حتى الآن، ما جعل الجزائر ثالث أكبر متلقٍ للأسلحة الروسية في العالم".
ودعت ماكلين بلينكن إلى "تأكيد سلطته وإرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع الدعم الدبلوماسي لنظام بوتين الاستبدادي".
الانضمام إلى البريكس
وأقر الكونغرس في 2017 "قانون مكافحة أعداء أميركا"، ويتيح رئيس الولايات المتحدة "فرض عقوبات على من ينخرطون في صفقة مهمة مع شخص يمثل جزءًا من أو يعمل لصالح أو نيابة عن قطاعي الدفاع أو الاستخبارات الروسيين".
وسبق هذه الرسالة أخرى وجهها منتصف سبتمبر الماضي السيناتور الجمهوري ماركو روبيو إلى بلينكن أيضًا، تدعو إلى تطبيق العقوبات على الجزائر بسبب علاقاتها مع روسيا.
وبحسب تقرير معهد استوكهولم للأبحاث حول السلام "SIPRI"، الصادر في مارس/ آذار 2023، تعتبر الجزائر ثالث مستورد عالمي للسلاح الروسي، بعد الهند والصين، فيما تعتبر موسكو أول ممول للجيش الجزائري بالأسلحة والأنظمة الحربية بنسبة تفوق 50 في المئة.
وفي سياق متصل، شدد تبون على أن بلاده تريد "الانضمام في أقرب وقت إلى مجموعة بريكس لتحرير اقتصادها من بعض الضغوط". وقال إن "الجزائر تشهد مرحلة تنموية هامة وأصبحت وجهة استثمار واعد بسبب محفزات الاستثمار". ومنتدى "بريكس" منظمة دولية مستقلة يقول أعضاؤها إنهم يشجعون التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي فيما بينهم.
وتأسست النواة الأولى لما باتت الآن تعرف بدول "بريكس" عام 2001 من طرف البرازيل وروسيا والهند والصين، وكانت تسمّى حينها دول "بريك"، ثم انضمت إليها جنوب إفريقيا التي تحتضن مؤتمرها القادم في أغسطس/ آب 2023.