ألقى محافظ بنك إنكلترا باللوم على الحرب في أوكرانيا في ارتفاع معدل التضخم في المملكة المتحدة لمدة ثلاثة عقود، محذرًا من أن أسعار المواد الغذائية "المروعة" الناجمة عن الهجوم الروسي قد يكون لها تأثير "كارثي" على فقراء العالم، بحسب صحيفة "الغارديان".
وأوضح أندرو بايلي أمام النواب البريطانيين، أنه غير راضٍ عن مستوى ارتفاع الأسعار، وأن 80% من تجاوز التضخم نتج عن عوامل خارجة عن سيطرة البنك. وقال: "لقد شهدنا سلسلة من صدمات العرض تأتي الواحدة تلو الأخرى وهذا غير مسبوق".
ومن المتوقع أن تظهر الأرقام الرسمية هذا الأسبوع ارتفاع معدل التضخم السنوي في بريطانيا فوق 9%، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ أوائل الثمانينيات.
وتوقع بيلي أن تكون هناك اختناقات طويلة في سلسلة التوريد نتيجة للاضطراب في الصين أو ارتفاع أسعار الطاقة إذا قررت روسيا قطع إمدادات الغاز.
ولفت الحاكم إلى أن مخاوفه بشأن الإمدادات الغذائية تصاعدت بعد حديثه إلى وزير المالية الأوكراني في اجتماع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي في واشنطن.
وقال بيلي: "إنه متفائل بشأن زراعة المحاصيل، لكن في الوقت الحالي لا توجد وسيلة لشحن الطعام إلى الخارج ويزداد الأمر سوءًا". وأضاف: "هذا ليس مجرد مصدر قلق كبير لهذا البلد ولكن مصدر قلق للعالم النامي".
وارتفع سعر القمح منذ أشهر إلى مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية. وزاد سعره بنسبة 40% خلال ثلاثة أشهر. وسجّلت أسعاره ارتفاعًا إلى مستوى قياسي اليوم الإثنين وذلك بعد قرار الهند حظر تصديره حفاظًا على أمنها الغذائي في وقت تشهد البلاد موجة حر أضرت بالمحاصيل.
وبعد تسجيله ارتفاعًا في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا المصدّرة الرئيسية للقمح، ارتفع سعر السلعة الغذائية الرئيسية إلى 435 يورو (453 دولارًا) للطن مع افتتاح السوق الأوروبية.
وكان تقرير صدر في مطلع مايو/ أيار الجاري أكّد أن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، سيؤجج تصاعدًا "حتميًا" في الاضطرابات الاجتماعية في الدول النامية متوسطة الدخل، ولا سيما في البرازيل ومصر.