حثّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود لثلاثة أشهر على الأقل، مشددًا على أن بلاده أكثر من يبذل جهودًا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات، ووفقًا لأسس القانون الدولي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أردوغان اليوم السبت مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، صرّح خلاله الرئيس التركي بالقول: "آمل أن يتم تمديد اتفاقية مبادرة الحبوب التي وفرت ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب للمحتاجين في عام واحد عبر المضائق التركية التي تعد مثل القصبة الهوائية المطلة على العالم".
وتابع: "ننتظر على الأقل تمديد اتفاقية ممر الحبوب 3 أشهر بدلًا من شهرين، نحن في طور العمل عليه، وسنبذل الجهود من أجل زيادة المدة إلى سنتين على الأقل".
زيلينسكي في اسطنبول
أما اللقاء الرئاسي، فجرى في قصر وحيد الدين، عقب وصول زيلينسكي إلى اسطنبول تلبية لدعوة من الرئيس التركي.
وبحث الرئيسان في اللقاء العلاقات بين البلدين، ومستجدات الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وقضايا إقليمية ودولية مثل اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود التي تنتهي في 17 يوليو/ تموز الحالي.
ووصل زيلينسكي إلى تركيا بعد زيارة بلغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا في إطار جولة لبعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تهدف إلى حث تلك الدول على اتخاذ خطوات ملموسة خلال قمة في الأسبوع المقبل لمنح أوكرانيا عضوية الحلف.
"أوكرانيا تستحق عضوية الناتو"
في هذا الصدد، أكد الرئيس التركي أن أوكرانيا تستحق "بلا شك" عضوية حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مشدّدًا على أن بلاده تبذل قصارى جهودها لوقف الصراع.
وتابع أردوغان :"في مارس/ آذار الماضي، استضفنا اجتماعًا بالغ الأهمية بين وفدي التفاوض من روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، وفي يوليو الماضي، أطلقنا مبادرة حبوب البحر الأسود التي تم توقيعها في اسطنبول نتيجة جهود الوساطة التي بذلناها مع الأمم المتحدة".
وأردف :"منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 في انتهاك للقانون الدولي، أعربنا عن دعمنا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها على جميع الأصعدة، وأظهرنا تضامننا مع أوكرانيا فعليًا من خلال المساعدة الملموسة التي قدمناها في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والتقنية".
كما أقر أردوغان أنه في الوقت الذي يقفون متضامنين مع أوكرانيا، فإنهم سيواصلون جهودهم لإنهاء الحرب على أساس المفاوضات.
تركيا على خط ملف الأسرى
كما لفت أردوغان إلى أن موضوع تبادل الأسرى من أهم أولويات جدول أعماله، وأنه ناقش الموضوع مع الرئيس زيلينسكي، مردفًا: "نحن نتابع هذه المسألة، ونأمل أن نحصل على نتيجة في أسرع وقت".
وبعد لقاء الزعيمين الذي استمر قرابة ساعتين ونصف، تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الصناعات الإستراتيجية بين البلدين.
بدوره، قال زيلينسكي إنه سينتظر حدوث نتائج قبل أن يعلق على الأمر، لكنه أوضح أن المناقشة تطرقت إلى تفاصيل حول إعادة جميع الأسرى بما في ذلك الأطفال الذين جرى ترحيلهم إلى روسيا ومجموعات أخرى.
كذلك، أشار أردوغان إلى أن القضية قد تطرح أيضًا في اتصالاته مع الرئيس الروسي قبل زيارته المرتقبة، وأفاد: "إذا أجرينا بعض المكالمات الهاتفية قبل ذلك، فسنناقشها في الاتصال أيضًا".
زيارة مرتقبة لبوتين
من جهة ثانية، أعلن أردوغان عن زيارة يقوم بها نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتركيا في أغسطس/ آب المقبل، مضيفًا: "سنحظى خلال ذلك بفرصة بحث تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا وجهًا لوجه مرة أخرى".
أما الكرملين، فكشف أمس الجمعة عن أنه يراقب المحادثات بين أردوغان وزيلينسكي عن كثب، مضيفًا أن بوتين يقدر بشدة جهود الرئيس التركي للتوسط لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وتمكنت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من الحفاظ على علاقات ودية مع كل من أوكرانيا وروسيا خلال الحرب الدائرة منذ نحو 16 شهرًا، وساهمت العام الماضي في التوسط لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى.
